للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثالثًا: حديث جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه-: كنا نصلي مع رسول اللَّه وآخذ بيدي قبضة من حصى فأجعلها في يدي الأخرى حتى تبرد، ثم أسجد عليها من شدة الحر (١).


= عنه -أي عن سعيد بن المسيب- والطريقان محفوظان، فقد رواه الليث وعمرو ابن الحارث عند مسلم ومعمر وابن جريج عند أحمد وابن أخي الزهري وأسامة ابن زيد عند السراج، ستتهم عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.
وقال الدارقطني في "العلل" ٩/ ٣٩٠ - ٢٩٤: القولان محفوظان عن الزهري.
قال الشيخ طارق بن عوض اللَّه حفظه اللَّه في التعليق على "المنتخب" لابن قدامة على أن تخطئة الإمام أحمد لابن عيينة لها وجه معتبر، وذلك أن ابن عيينة روى عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة متنين جميعهما في سياق واحد.
الأول: "إذا اشد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم".
الثاني: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا. . " الحديث.
وعامة أصحاب الزهري لا يروون الحديث عن الزهري هكذا وإنما يروون المتن الأول فقط عن سعيد وأبي سلمة كليهما عن أبي هريرة.
وأما المتن الثاني فلم يروه أحد من أصحاب الزهري عن سعيد، وإنما رواه شعيب بن أبي حمزة ويونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. إلا ما يروى عن جعفر بن برقان حيث تابع ابن عيينة على رواية المتن الثاني عن الزهري عن سعيد إلا أن جعفر بن برقان في الزهري ليس بشيء، فظهر بهذا مخالفة ابن عيينة لأصحاب الزهري حيث حمل المتن الثاني على إسناد المتن الأول من حديث سعيد وأبي سلمة جميعًا بينما الثاني من حديث أبي سلمة فقط.
وبهذا يظهر شفوف نظر الإمام أحمد رحمه اللَّه تعالى.
قلت: وحديث: "اشتكت النار" ثابت في البخاري رقم (٣٢٦٠) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، مرفوعًا به.
(١) أخرجه أحمد في "المسند" ٣/ ٣٢٧ قال: حدثنا محمد بن بشر، ثنا محمد بن عمرو، ثنا سعيد، عن جابر بن عبد اللَّه، مرفوعًا به.

<<  <  ج: ص:  >  >>