للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عروة، عن عائشة (١).

[٥٨٣ - ما جاء في فداء الأسرى]

حديث أبي رافع -رضي اللَّه عنه- مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابنا كَيِّسًا تَاجِرًا ذَا مَالٍ لَكَأَنَّكُمْ بِهِ قَدْ جَاءَنِي في فِدَاءِ أَبِيهِ" (٢).


= رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ. قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تُؤْمِنُ باللَّهِ وَرَسُولِهِ" قَالَ: لَا. قَالَ: "فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشرِكٍ" قَالَتْ: ثُمَّ مَضَى، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ. قَالَ: "فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ" قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ فَأَدْرَكَهُ بِالْبَيْدَاءِ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ: "تُؤْمِنُ باللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَانْطَلِقْ".
(١) "الجامع لأحكام أهل الذمة" للخلال ١/ ١٩٥، "أحكام أهل الذمة" لابن القيم ١164.
(2) أخرجه أحمد 6/ 9 قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: قال محمد بن إسحاق: فحدثني حسين بن عبد اللَّه ابن عبيد اللَّه بن عباس، عن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كنت غلامًا للعباس بن عبد المطلب، وكان الإِسلام قد دخلنا، فأسلمت وأسلمت أم الفضل، وكان العباس قد أسلم؛ ولكنه كان يهاب قومه، وكان يكتم إسلامه، وكان أبو لهب عدو اللَّه قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا صنعوا لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلًا، فلما جاءنا الخبر كبته اللَّه وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة. . وقال: فيه أخو بني سالم بن عوف قال: وكان في الأساري أبو وداعة بن جبيرة. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنَا كَيَّسًا تَاجِرًا ذَا مَالٍ لَكَأَنَّكُمْ بِهِ قَدْ جَاءَنِي في فِدَاءِ أَبِيهِ". وقد قالت قريش: لا تعجلوا بفداء أسراكم، لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه.
فقال المطلب بن أبي وداعة: صدقتم فافعلوا، وانسلوا من الليل فقدم المدينة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>