للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= العلة الثالثة: أن حبيبًا أيضًا مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء ثم قال: فمعنى الخبر -إن صح من طريق النقل مسندًا- أن ابن آدم خلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح.
قلت: ورواية جرير عن الأعمش متكلم فيها، وقد تفرد عن أصحاب الأعمش.
فائدة: نقل أبو يعلى في "طبقات الحنابلة" ١/ ٩٣ قال في ترجمة إبراهيم بن أبان الموصلي: عنده عن إمامنا مسائل منها: قال: سمعت أبا عبد اللَّه وجاءه رجل فقال: إني سمعت أبا ثور يقول: إن اللَّه خلق آدم على صورة نفسه. فأطرق طويلًا ثم ضرب بيده على وجهه ثم قال: هذا كلام سوء هذا كلام جهم هذا جهمي، لا تقربوه. ونقل أيضًا عن أحمد ١/ ٣٠٩ قال: صح الأمر على أبي ثور من قال: أن اللَّه خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي. وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟ !
قلت: نأخذ من هذا ضعف التأويل الذي ذهب إليه ابن خزيمة لحديث "على صورته" حيث قال: إن ابن آدم خلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم، ثم نفخ فيه الروح.
ونقل الذهبي في "السير" ٢٠/ ٨٨ عن إسماعيل قال: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة ولا يُطعن عليه بذلك بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب.
قلت: أما ما نقل من تصحيح الإمام أحمد لحديث "على صورة الرحمن" فقد نقل ابن عبد البر في "التمهيد" ٧/ ١٤٧ - ١٤٨ أن قول أحمد على حديث: "على صورته" يعني ليس قوله بالصحة على حديث على صورة الرحمن.
مسألة: قال الحافظ في "الفتح" ٥/ ٢١٧ بتصرف: فإن اللَّه خلق آدم على صورته، اختلف في الضمير على من يعود؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب لورود الأمر بإكرام الوجه، ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذِه الجملة ارتباط بما قبلها. وقال القرطبي: أعاد بعضهم الضمير على اللَّه متمسكًا بما ورد في بعض طرقه "إن اللَّه خلق آدم على صورة الرحمن" وكأن من رواه أورده بالمعنى متمسكًا بما توهمه فغلط في ذلك. وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذِه الزيادة ثم قال: وعلى تقدير صحتها فيحمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى، تعين إجراء ما في ذلك =

<<  <  ج: ص:  >  >>