للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويشهد له: صلاة موسى فى قبره «١» ، فإن الصلاة تستدعى جسدا حيّا، وكذلك الصفات المذكورة فى الأنبياء ليلة الإسراء، كلها صفات الأجسام، ولا يلزم من كونها حياة حقيقة أن تكون الأبدان معها كما كانت فى الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب وغير ذلك من صفات الأجسام التى نشاهدها بل يكون لها حكم آخر، فليس فى العقل ما يمنع إثبات الحياة الحقيقية لهم.

وما الإدراكات كالعلم والسماع فلا شك أن ذلك ثابت لهم بل ولسائر الموتى، حكاه الشيخ زين الدين المراغى، وقال: إنه مما يعز وجوده وفى مثله فليتنافس المتنافسون.

[* ومنها: أنه وكل بقبره ملك يبلغه صلاة المصلين عليه.]

رواه أحمد والنسائى والحاكم وصححه بلفظ «إن لله ملائكة سياحين فى الأرض يبلغونى عن أمتى السلام» «٢» وعند الأصبهانى عن عمارة، «إن لله ملكا أعطاه الله سمع العباد كلهم، فما من أحد يصلى على إلا أبلغنيها» «٣» .

وتعرض أعمال أمته عليه، ويستغفر لهم، روى ابن المبارك عن سعيد بن المسيب «٤» «ليس من يوم إلا وتعرض على النبى- صلى الله عليه وسلم- أعمال أمته غدوة وعشيّا فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم» .

* ومنها: أن منبره- صلى الله عليه وسلم- على حوضه

«٥» كما فى الحديث وفى


(١) صحيح: والحديث أخرجه مسلم (٢٣٧٥) فى الفضائل، باب: من فضائل موسى- صلى الله عليه وسلم-، من حديث أنس- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه النسائى (٣/ ٤٣) فى السهو، باب: السلام على النبى- صلى الله عليه وسلم-، والدارمى فى «سننه» (٢٧٧٤) ، وأحمد فى «المسند» (١/ ٣٨٧ و ٤٥٢) ، من حديث ابن مسعود- رضى الله عنه-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع» (٢١٧٤) .
(٣) حسن: أخرجه الطبرانى عن عمار بن ياسر- رضى الله عنهما-، كما فى «صحيح الجامع» (٢١٧٦) .
(٤) سعيد بن المسيب، من كبار التابعين، وعلى ذلك فحديثه مرسل، إلا أن مراسيله من أفضل المراسيل وأقواها.
(٥) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (١١٩٦) فى الجمعة، باب: فضل ما بين القبر والمنبر، وأطرافه (١٨٨٨ و ٦٥٨٨ و ٧٣٣٥) ، ومسلم (١٣٩١) فى الحج، باب: ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.