للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فظن كلّ بأن النار تحرقه ... فما ترى من جواها غير منهزم

فجاءت الطير روتها بأجنحة ... عن البيوت رآها غير متهم

وقال أيضا فى قصيدة أخرى:

فكل شخص تولى خائفا حذرا ... فجاءت الطير للنيران تطردها

عن البيوت ولا يخفى لمن بصرا

[ذكر ما كان ص يطب به من داء الصرع:]

فى الصحيحين أن امرأة أتت النبى- صلى الله عليه وسلم- فقالت: إنى أصرع، وإنى أتكشف، فادع الله لى، فقال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك» فقالت: أصبر، قالت: فإنى أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها «١» .

قال ابن القيم: الصرع صرعان، صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثانى هو الذى يتكلم فيه الأطباء. فأما علاج صرع الأرواح فيكون بأمرين: أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج، فالذى من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذى قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحا فى نفسه جيدا، وأن يكون الساعد قويّا.

والثانى: من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا، حتى إن من المعالجين من يكتفى بقوله: اخرج منه، أو يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، أو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٥٦٥٢) فى المرضى، باب: فصل من يصرع من الريح، ومسلم (٢٥٧٦) فى البر والصلة، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.