للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاختلاف أن الكمأة وغيرها خلقت فى الأصل سليمة من المضار، ثم عرضت لها الآفات بأمور أخرى، من مجاورة أو امتزاج أو غير ذلك من الأسباب التى أرادها الله تعالى، فالكمأة فى الأصل نافعة لما اختصت به من وصفها بأنها من الله، وإنما عرضت لها المضار بالمجاورة، واستعمال كل ما وردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله، ويدفع الله عنه الضر لنيته والعكس بالعكس والله أعلم.

[ذكر طبه ص من العذرة:]

وهى- بضم المهملة وسكون الذال المعجمة- وجع فى الحلق يعترى الصبيان غالبا، وقيل: هى قرحة تخرج بين الأذن والحلق، أو فى الخرم الذى بين الأنف والحلق، وهو الذى يسمى سقوط اللهاة، وقيل هو اسم اللهاة والمراد وجعها سمى باسمها، وقيل: هو موضع قريب من الهاة، واللهاة- بفتح اللام- اللحمة التى فى أقصى الحلق.

وفى البخارى، من حديث أم قيس بنت محصن الأسدية- أسد خزيمة- وهى أخت عكاشة، أنها أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بابن لها قد علقت عليه من العذرة، فقال النبى- صلى الله عليه وسلم-: «علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكم بهذا العود الهندى فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب» «١» يريد الكست وهو العود الهندى. قوله: «تدغرن» خطاب للنسوة، وهو بالغين المعجمة والدال المهملة، والدغر: غمز الحلق.

وعن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على عائشة وعندها صبى يسيل منخراه دما، فقال: «ما هذا؟» فقالوا: به العذرة، أو وجع فى رأسه، فقال: «ويلكن لا تقتلن أولادكن، أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع فلتأخذ قسطا هنديا فلتحله بماء ثم تسعطه إياه» فأمرت عائشة


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٥٦٩٣) فى الطب، باب: السعوط بالقسط الهندى، ومسلم (٢٨٧) فى السلام، باب: التداوى بالعود الهندى وهو الكست.