للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِبْراهِيمَ «١» . وهو البالغ تعيينه- وأنه أثره- مبلغ التواتر، القائل فيه أبو طالب:

وموطئ إبراهيم فى الصخر رطبة ... على قدميه حافيا غير ناعل

وبما فى البخارى من حديث أبى هريرة مرفوعا من معجزة تأثير ضرب موسى فى الحجر ستّا أو سبعا إذ فرّ بثوبه لما اغتسل «٢» . إذ ما خص نبى بشىء من المعجزات والكرامات إلا ولنبينا- صلى الله عليه وسلم- مثله، كما نصوا عليه، مع ما يؤيد ذلك: وهو وجود أثر حافر بغلته الشريفة- على ما قيل- فى مسجد بطيبة، حتى عرف المسجد بها، بحيث يقال له مسجد البغلة، وما ذاك إلا من سره السارى فيها ليكون ذلك أقوى فى الآية. وأوضح فى الدلالة على إيتائه- صلى الله عليه وسلم- هذه الآية التى أوتيها الخليل فى حجر المقام على وجه أعلى منه.

بل قال الزبير بن بكار فيما نقله المجد الشيرازى فى المغانم المطابة بعد ذكره لأثر البغلة ومسجدها: وفى غربى هذا المسجد أثر كأنه أثر مرفق يذكر أنه- صلى الله عليه وسلم- اتكأ عليه ووضع مرفقه عليه، وعلى حجر آخر أثر الأصابع، والناس يتبركون بهما.

وقال السيد نور الدين السمهودى فى كتاب «وفاء الوفا» بعد إيراد ذلك:

قلت ولم أقف فى ذلك على أصل إلا أن ابن النجار قال فى المساجد التى أدركها خرابا بالمدينة ما لفظه: ومسجدان قرب البقيع أحدهما يعرف بمسجد الإجابة، والثانى يعرف بمسجد البغلة، فيه إسطوان واحد، وهو خراب، وحوله نشز من الحجارة، فيه أثر يقولون إنه أثر حافر بغلة النبى- صلى الله عليه وسلم-، وانتهى.

* وكان إبطه- صلى الله عليه وسلم- لا شعر عليه،

قاله القرطبى، وكان أبيض غير متغير اللون، كما ذكره الطبرى وعده من الخصائص، وذكره بعض الشافعية،


(١) سورة آل عمران: ٩٧.
(٢) صحيح: والقصة أخرجها البخارى (٢٧٨) فى الغسل، باب: من اغتسل عريانا وحده فى الخلوة، ومسلم (٣٣٩) فى الحيض، باب: جواز الاغتسال عريانا فى الخلوة، وفى الفضائل، باب: من فضائل موسى- عليه السّلام-.