للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[ذكر حضانته صلى الله عليه وسلم]]

وقد كانت أم أيمن، بركة، دايته وحاضنته بعد موت أمه، وكان عليه السّلام- يقول لها: أنت أمى بعد أمى.

ومات جده عبد المطلب كافله، وله ثمان سنين- وقيل ثمان سنين وشهر وعشرة أيام، وقيل تسع، وقيل عشر، وقيل ست، وقيل ثلاث وفيه نظر- وله عشر ومائة سنة، وقيل مائة وأربعون سنة.

وكفله أبو طالب، واسمه عبد مناف، وكان عبد المطلب قد أوصاه بذلك لكونه شقيق عبد الله.

وقد أخرج ابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة قال: قدمت مكة وهم فى قحط، فقالت قريش: يا أبا طالب، أقحط الوادى وأجدب العيال، فهلم فاستسق، فخرج أبو طالب، ومعه غلام كأنه شمس دجن»

، تجلت عنه سحابة قتماء «٢» ، حوله أغيلمة فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ الغلام بأصبعه، وما فى السماء قزعة «٣» ، فأقبل السحاب من هاهنا وها هنا، وأغدق واغدودق، وانفجر الوادى، وأخصب النادى والبادى. وفى ذلك يقول أبو طالب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده فى نعمة وفواضل

والثمال- بكسر المثلاثة-: الملجأ والغياث، وقيل: المطعم فى الشدة.


(١) شمس دجن: يقصد شمس يوم دجن، والدجن: إلباس الغيم الأرض وأقطار السماء، أى يقصد شمس غير شديدة الحرارة لحجب السماء لحرارتها.
(٢) القتماء: أى غبراء، والقتمة، لون فيه غبرة وحمرة، والأقتم: الذى تعلوه القتمة.
(٣) القزعة: أى قطعة سحاب.