للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[ذكر رضاعه صلى الله عليه وسلم]]

وأرضعته- صلى الله عليه وسلم- ثويبة، عتيقة أبى لهب، أعتقها حين بشرته بولادته عليه السّلام-.

وقد رؤى أبو لهب بعد موته فى النوم فقيل له ما حالك؟ فقال: فى النار، إلا أنه خفف عنى كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعى هاتين ماء، وأشار برأس أصبعيه وأن ذلك بإعتاقى لثويبة عندما بشرتنى بولادة النبى صلى الله عليه وسلم- وبإرضاعها له «١» .

قال ابن الجزرى: فإذا كان هذا أبو لهب الكافر، الذى نزل القرآن بذمه جوزى فى النار بفرحه ليلة مولد النبى- صلى الله عليه وسلم- به، فما حال المسلم الموحد من أمته- عليه السّلام- الذى يسر بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته صلى الله عليه وسلم-، لعمرى إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله العميم جنات النعيم.

ولا زال أهل السلام يحتفلون بشهر مولده- عليه السّلام-، ويعملون الولائم، ويتصدقون فى لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون فى المبرات. ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

ومما جرب من خواصه أنه أمان فى ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل


(١) جاء فى البخارى (٩/ ١٢٤) فى النكاح، باب: وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ قال عروة: وثويبة مولاة أبى لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبى- صلى الله عليه وسلم-، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبه (أى حالة) ، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم راحة غير أنى سقيت فى هذه (وأشار إلى النقرة التى بين الإبهام والمسبحة) بعتاقتى ثويبة.