للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما اختص- صلى الله عليه وسلم- بوجوب التخيير لنسائه بين التسريح والإمساك، لأن الجمع بين عدد منهن يوغر صدورهن بالغيرة التى هى من أعظم الآلام، وهو إيذاء يكاد ينفر القلب ويوهن الاعتقاد، وكذا إلزامهن على الصبر والفقر يؤذيهن، ومهما ألقى زمام الأمر إليهن خرج عن أن يكون ضررا، فنزه عن ذلك منصبه العالى. وقيل له: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ «١» .

[* ومنها: إتمام كل تطوع شرع فيه،]

حكاه فى الروضة وأصلها، قال النووى: وهو ضعيف. وفرعه بعض الأصحاب: على أنه كان يحرم عليه- صلى الله عليه وسلم- إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يلقى العدو ويقاتل. ذكره فى تهذيب الأسماء واللغات.

* ومنها: أنه كان يلزمه- صلى الله عليه وسلم- أداء فرض الصلاة بلا خلل.

قاله الماوردى: قال العراقى فى شرح المهذب: إنه كان معصوما عن نقص الفرائض. انتهى، والمراد خلل لا يبطل الصلاة.

* وقال بعضهم: كان يجب عليه- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى ما يعجبه أن يقول: «لبيك إن العيش عيش الآخرة»

«٢» ثم قال: هذه كلمة صدرت منه- صلى الله عليه وسلم- فى أنعم حالة، وهو يوم حجه بعرفة، وفى أشد حالة، وهو يوم الخندق، انتهى.

* ومنها: أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يؤخذ عن الدنيا حالة الوحى،

ولا يسقط عنه الصوم والصلاة وسائر الأحكام، كما ذكره فى زوائد الروضة عن ابن القاص والقفال، وكذا ذكره ابن سبع.

* ومنها: أنه كان- صلى الله عليه وسلم- يغان على قلبه فيستغفر الله سبعين مرة.

ذكره ابن القاص ونقله ابن الملقن فى الخصائص، ورواه مسلم وأبو داود من حديث الأغر المزنى بلفظ: «إنه ليغان على قلبى وإنّى لأستغفر الله فى اليوم


(١) سورة الأحزاب: ٢٨.
(٢) ضعيف: أخرجه البيهقى فى «السنن الكبرى» (٧/ ٤٨) من مجاهد مرسلا.