للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترابا من بطحان فجعله فى قدح ثم نفث عليه، ثم صبه عليه قال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث تفرد به الشخص المرقى.

ذكر طبه- ص من لدغة العقرب:

عن عبد الله بن مسعود قال: بينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلى إذ سجد فلدغته عقرب فى إصبعه، فانصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال: «لعن الله العقرب، ما تدع نبيّا ولا غيره» ، ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع اللدغة فى الماء والملح، ويقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «١» والمعوذتين حتى سكنت «٢» رواه ابن أبى شيبة فى مسنده. وقال ابن عبد البر: رقى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من العقرب بالمعوذتين، وكان يمسح الموضع بماء فيه ملح.

وهذا طب مركب من الطبيعى والإلهى، فإن سورة الإخلاص قد جمعت الأصول الثلاثة، التى هى مجامع التوحيد، وفى المعوذتين استعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا. ولهذا أوصى- صلى الله عليه وسلم- عقبة بن عامر أن يقرأهما عقب كل صلاة «٣» . رواه الترمذى. وفى هذا سر عظيم فى استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة. وقال: «ما تعوذ المتعوذون بمثلهما» «٤» .

وأما الماء والملح فهو الطب الطبيعى، فإن فى الملح نفعا لكثير من السموم ولا سيما لدغة العقرب، وفيه من القوة الجاذبة ما يجذب السموم ويحللها، ولما كان فى لسعها قوة نارية تحتاج إلى تبريد وجذب استعمل- صلى الله عليه وسلم- الماء والملح لذلك.


(١) سورة الإخلاص: ١.
(٢) أخرجه ابن أبى شيبة فى «مصنفه» (٥/ ٤٤) من حديث على- رضى الله عنه-، ولم أجده من حديث ابن مسعود، وكذا هو فى «مجمع الزوائد» (٥/ ١١١) وقال: رواه الطبرانى فى الصغير، وإسناده حسن.
(٣) صحيح: أخرجه أبو داود (١٥٢٣) فى الصلاة، باب: فى الاستغفار، والترمذى (٢٩٠٣) فى فضائل القرآن، باب: ما جاء فى المعوذتين، والنسائى (٣/ ٦٨) فى السهو، باب: الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم فى الصلاة، وأحمد فى «المسند» (٤/ ١٥٥ و ٢٠١) والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن النسائى» .
(٤) صحيح: أخرجه أبو داود (١٤٦٣) فى الصلاة، باب: فى المعوذتين، من حديث عقبة بن عامر- رضى الله عنه-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .