للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: أنه كان يوقظ أهله للصلاة فى ليالى العشر دون غيره من الليالى.

ومنها: تأخير الفطور إلى السحور، ففى حديث أنس وعائشة أنه- صلى الله عليه وسلم- كان فى ليالى العشر يجعل عشاءه سحورا، ولفظ حديث عائشة:

كان- صلى الله عليه وسلم- إذا كان رمضان قام ونام فإذا دخل العشر شد المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحورا، أخرجه ابن أبى عاصم. ولفظ حديث أنس: كان إذا دخل العشر الأخير من رمضان طوى فراشه واعتزل النساء وجعل عشاءه سحورا «١» . وإسناد الأول مقارب، والثانى فيه حفص بن غياث، وقال فيه ابن عدى: إنه من أنكر ما لقيت له. لكن يشهد له حديث الوصال المخرج فى الصحيح كما قدمته.

ومنها: اغتساله- صلى الله عليه وسلم- بين العشاءين: المغرب والعشاء، روى من حديث على، وفى إسناده ضعف.

[النوع السادس فى ذكر حجه وعمره صلى الله عليه وسلم]

اعلم أن الحج حلول بحضرة المعبود، ووقوف بساحة الجود، ومشاهدة لذلك المشهد العلى الرحمانى، وإلمام بمعهد العهد الربانى، ولا يخفى أن نفس الكون بتلك الأماكن شرف وعلو، وأن التردد فى تلك المواطن فخار وسمو، فإن المحال المحترمة لم تزل تفرع على الحال فيها من سجال وصفها بفيض غامر، وحسبك فى هذا ما يحكى فى أبيات عن مجنون بنى عامر:

رأى المجنون فى البيداء كلبا ... فجر عليه للإحسان ذيلا

فلاموه على ما كان منه ... وقالوا لم منحت الكلب نيلا

فقال دعوا الملام فإن عينى ... رأته مرة فى حى ليلا


(١) ضعيف: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٣/ ١٧٤) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه حفص بن واقد البصرى، قال ابن عدى: له أحاديث منكرة.