للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل واحد درهم ونصف، وشونيز درهمين، يدق الجميع ثم يطبخ ويعقد بعسل النحل، فإذا قرب استواؤه عصر عليه قليل ليمون، فيكون عسل النحل غالبا عليه، ففعله فبرأ، انتهى. وهذا وإن كان مناما فقد عضدته التجربة مع إرشاد الشيخ المرجانى لذلك.

[ذكر طبه ص من داء عرق النسا:]

وهو بفتح النون والمهملة، المرض الحال بالعرق، والإضافة فيه من باب إضافة الشئ إلى محله. قيل: وسمى بذلك لأن ألمه ينسى ما سواه. وهذا العرق ممتد من مفصل الورك وينتهى إلى آخر القدم وراء الكعب. وعن أنس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق فى كل يوم جزآ» «١» رواه ابن ماجه.

وهذا الدواء خاص بالعرب وأهل الحجاز ومن جاورهم، وهو أنفعه لهم، لأن هذا المرض يحدث عن يبس، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة، فعلاجها بالإسهال. والألية فيها الخاصيتان: الإنضاج والتليين. وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين. وفى تعيين الشاة الأعرابية، قلة فضولها وصغر مقدارها ولطف جوهرها، وخاصية مرعاها، لأنها ترعى أعشاب البر الحارة، كالشيح والقيصوم ونحوهما، وهذه إذا تغذى بها الحيوان صار فى لحمه من طبعها، بعد أن يلطفه تغذية، ويكسبها مزاجا ألطف منها ولا سيما الألية.

[ذكر طبه ص من الأورام والخراجات:]

بالبط والبزل «٢» ، يذكر عن على- رضى الله عنه- قال: دخلت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على رجل يعوده، بظهره ورم، فقالوا: يا رسول الله، هو بهذه مدة،


(١) صحيح: أخرجه ابن ماجه (٣٤٦٣) فى الطب، باب: دواء عرق النسا، وقال البوصيرى فى الزوائد: إسناده صحيح، وهو كما قال.
(٢) البط: هو القطع والشق، والبزل: كذلك.