للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تردى فى بئر وكذا ناقته فإنها لم تأكل ولم تشرب حتى ماتت. ومن ذلك:

ظهور ما أخبر أنه كائن بعد موته، مما لا نهاية له ولا عد يحصيه، مما ذكرت بعضه فى المقصد الثامن.

وفى حديث أبى موسى عند مسلم: أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله إذا أراد بأمة خيرا قبض نبيها قبلها، فجعله فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حى، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينيه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره» «١» .

وإنما كان قبض النبى- صلى الله عليه وسلم- قبل أمته خيرا، لأنهم إذا قبضوا قبله انقطعت أعمالهم، وإذا أراد الله بهم خيرا جعل خيرهم مستمرا ببقائهم محافظين على ما أمروا به من العبادات وحسن المعاملات نسلا وعقبا بعد عقب.

[الفصل الثانى فى زيارة قبره الشريف ومسجده المنيف]

اعلم أن زيارة قبره الشريف من أعظم القربات، وأرجى الطاعات، والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن اعتقد غير هذا فقد انخلع من ربقة الإسلام، وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الأعلام.

وقد أطلق بعض المالكية، وهو أبو عمران الفاسى، كما ذكره فى المدخل عن تهذيب الطالب لعبد الحق، أنها واجبة، قال: ولعله أراد وجوب السنن المؤكدة، وقال القاضى عياض: إنها سنة من سنن المسلمين مجمع عليها، وفضيلة مرغب فيها.

وروى الدار قطنى من حديث ابن عمر- رضى الله عنهما-: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-


(١) صحيح: أخرجه مسلم (٣٢٨٨) فى الفضائل، باب: إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها. من حديث أبى موسى- رضى الله عنه-.