للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألوفا، ويقاتلون فى سبيلى صفوفا، أختم بكتابهم الكتب، وبشريعتهم الشرائع، وبدينهم الأديان، فمن أدركهم فلم يؤمن بكتابهم، ويدخل فى دينهم وشريعتهم فليس منى، وهو منى برىء، وأجعلهم أفضل الأمم، وأجعلهم أمة وسطا شهداء على الناس، إذا غضبوا هللونى، وإذا تنازعوا سبحونى، يطهرون الوجوه والأطراف، ويشدون الثياب إلى الأنصاف، ويهللون على التلال والأشراف، قربانهم دماؤهم، وأناجيلهم فى صدورهم، رهبانا بالليل ليوثا بالنهار، طوبى لمن كان معهم، وعلى دينهم ومنهاجهم وشريعتهم، وذلك فضلى أوتيه من أشاء، وأنا ذو الفضل العظيم. رواه أبو نعيم.

وقد ذكر الإمام فخر الدين: أن من كانت معجزاته أظهر يكون ثواب أمته أقل، قال السبكى: إلا هذه الأمة، فإن معجزات نبيها أظهر وثوابها أكثر من سائر الأمم. ومن خصائص هذه الأمة إحلال الغنائم، ولم تحل لأمة قبلها، وجعلت لهم الأرض مسجدا ولم تكن الأمم تصلى إلا فى البيع والكنائس، وجعل لهم ترابها طهورا وهو التيمم. وفى رواية أبى أمامة عند البخارى: «وجعلت الأرض كلها لى ولأمتى مسجدا وطهورا» «١» وفى رواية مسلم من حديث حذيفة: «وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها طهورا إذا لم نجد الماء» «٢» .

[* ومن خصائص هذه الأمة الوضوء،]

فإنه لم يكن إلا للأنبياء دون أممهم، ذكره الحليمى، واستدل بحديث البخارى «إن أمتى يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء» «٣» لكن قال فى فتح البارى: فيه نظر: لأنه ثبت فى البخارى قصة سارة- عليها السلام- مع الملك الذى أعطاها هاجر:

أن سارة لما همّ الملك بالدنو منها قامت تتوضأ وتصلى، وفى قصة جريج


(١) صحيح: وقد تقدم.
(٢) صحيح: وقد تقدم.
(٣) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (١٣٦) فى الوضوء، باب: فضل الوضوء، ومسلم (٢٤٦) فى الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.