للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه» «١» ، وقال- صلى الله عليه وسلم-: «خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» «٢» فى آيات كثيرة وأحاديث تقتضى القول بتعديلهم.

ولذلك: أجمع من يعتد به على ذلك، سواء فى التعديل من لابس الفتنة منهم وغيره، لوجوب حسن الظن بهم، حملا للملابس على الاجتهاد، ونظرا إلى ما تمهد لهم من الماثر، من امتثال أوامره- صلى الله عليه وسلم-، وفتحهم الأقاليم، وتبليغهم عنه الكتاب والسنة، وهدايتهم الناس، ومواظبتهم على الصلوات والزكوات وأنواع القربات، مع الشجاعة والبراعة والكرم والأخلاق الحميدة التى لم تكن فى أمة من الأمم المتقدمة، ولا تكون لأحد بعدهم مثلهم فى ذلك. كل ذلك بحلول نظره- صلى الله عليه وسلم-.

وأفضلهم عند أهل السنة إجماعا: أبو بكر ثم عمر، وأما بعدهما:

فالجمهور على أنه عثمان ثم على. وسيأتى مزيد لذلك- إن شاء الله تعالى- فى المقصد السابع.

[ومنها أن المصلى يخاطبه بقوله: السلام عليك أيها النبى]

، ولا يخاطب غيره.

[ومنها أنه كان يجب على من دعاه وهو فى الصلاة أن يجيبه،]

ويشهد له حديث أبى سعيد بن المعلى: كنت أصلى فى المسجد، فدعانى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: فلم أجبه.. الحديث، وفيه: ألم يقل الله تعالى: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ «٣» «٤» ، فإجابته فرض، يعصى المرء بتركها.


(١) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (٣٦٧٣) فى فضائل الصحابة، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم-: «لو كنت متخذا خليلا» ، ومسلم (٢٥٤٠) فى فضائل الصحابة، باب: تحريم سبب الصحابة- رضى الله عنهم-، من حديث أبى سعيد الخدرى- رضى الله عنه-، والنصيف: هو النصف.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٢٦٥٢) فى الشهادات، باب: لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد، ومسلم (٢٥٣٣) فى فضائل الصحابة، باب: فضل الصحابة ثم الذين يلونهم، من حديث عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه-.
(٣) سورة الأنفال: ٢٤.
(٤) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (٤٤٧٤) فى التفسير، باب: ما جاء فى فاتحة الكتاب.