للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحكمة فى ذهاب بركة السمن حين عصرت العكة، وإعدام بركة الشعير حين كاله، أن عصرها وكيله مضاد للتسليم على رزق الله تعالى، يتضمن التدبير والأخذ بالحول والقوة، وتكلف الإحاطة بأسرار حكم الله تعالى وفضله، فعوقب فاعله بزواله، قاله النووى.

[حديث القصعة]

: وعن أبى العلاء سمرة بن جندب قال: كنا مع النبى- صلى الله عليه وسلم- نتداول من قصعة من غدوة حتى الليل، يقوم عشرة ويقعد عشرة، قلنا: فما كانت تمد؟

قال: «من أى شىء تعجب، ما كانت تمد إلا من هاهنا» وأشار بيده إلى السماء «١» ، رواه الترمذى والدارمى.

وعنه: أتى النبى- صلى الله عليه وسلم- بقصعة فيها لحم، فتعاقبوها من غدوة حتى الليل، يقوم قوم ويقعد آخرون، فقال رجل لسمرة: هل كانت تمد؟ قال: ما كانت تمد إلا من هاهنا، وأشار بيده إلى السماء «٢» . رواه الدارمى وابن أبى شيبة والترمذى والبيهقى والحاكم وصححوه وأبو نعيم.

وفى حديث عبد الرحمن بن أبى بكر: كنا مع النبى- صلى الله عليه وسلم- ثلاثين ومائة، وذكر الحديث أنه عجن صاع، وصنعت شاة فشوى سواد بطنها، قال:

وايم الله، ما من الثلاثين ومائة إلا وقد حزّ له حزة من سواد بطنها، ثم جعل منها قصعتين فأكلنا أجمعون وفضل فى القصعتين فحملته على البعير «٣» .

رواه البخارى.


(١) صحيح: أخرجه الترمذى (٣٦٢٥) فى المناقب، باب: فى آيات إثبات نبوة النبى- صلى الله عليه وسلم-، وأحمد فى «المسند» (٥/ ١٨) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(٢) صحيح: أخرجه الدارمى (٥٦) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٦٥٢٩) ، والحاكم فى «مستدركه» (٢/ ٦٧٥) ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٢٦١٨) فى الهبة، باب: قبول الهدية من المشركين، ومسلم (٢٠٥٦) فى الأشربة، باب: إكرام الضيف وفضل إيثاره.