وعن أبى هريرة قال: أمرنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن أدعو أهل الصفة، فتتبعتهم حتى جمعتهم، فوضعت بين أيدينا صحفة فأكلنا ما شئنا وفرغنا، وهى مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع «١» . رواه ابن أبى شيبة والطبرانى وأبو نعيم.
وعن على بن أبى طالب: جمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بنى عبد المطلب وكانوا أربعين، منهم قوم يأكلون الجذعة ويشربون الفرق، فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقى كما هو، ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا، وبقى كأنه لم يشرب منه، رواه فى الشفاء.
ومن ذلك: إبراء ذوى العاهات، وإحياء الموتى، وكلامهم، وكلام الصبيان وشهادتهم له- صلى الله عليه وسلم- بالنبوة.
روى البيهقى فى الدلائل: أنه- صلى الله عليه وسلم- دعا رجلا إلى الإسلام، فقال:
لا أؤمن بك حتى تحيى لى ابنتى، فقال- صلى الله عليه وسلم-: «أرنى قبرها» فأراه إياه، فقال- صلى الله عليه وسلم-: «يا فلانة» ، فقالت: لبيك وسعديك. فقال- صلى الله عليه وسلم-: «أتحبين أن ترجعى إلى الدنيا؟» فقالت: لا والله يا رسول الله، إنى وجدت الله خيرا لى من أبوى، ورأيت الآخرة خيرا لى من الدنيا.
وروى الطبرى عن عائشة أن النبى- صلى الله عليه وسلم- نزل الحجون كئيبا حزينا، فأقام به ما شاء الله عز وجل ثم رجع مسرورا قال:«سألت ربى عز وجل فأحيا لى أمى فامنت بى ثم ردها» .
وكذا روى من حديث عائشة أيضا إحياء أبويه- صلى الله عليه وسلم- حتى آمنا به، أورده السهيلى وكذا الخطيب فى السابق واللاحق، لكن قال السهيلى: إن فى إسناده مجاهيل، وقال ابن كثير: إنه منكر جدّا، وتقدم البحث فى ذلك فى أوائل المقصد الأول.
(١) رجاله ثقات: أخرجه ابن أبى شيبة فى «مصنفه» (٦/ ٣١٥) ، وذكره الهيثمى فى «المجمع» (٦/ ٣١٥) ، وذكره الهيثمى فى «المجمع» (٨/ ٣٠٨) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط، ورجاله ثقات.