للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليك؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» ) «١» رواه الإمام أحمد.

وعن أبى مسعود الأنصارى قال: أتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونحن فى مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد أمرنا الله أن نصلى عليك، فكيف نصلى عليك؟ قال: فسكت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، فى العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم» «٢» ، رواه مالك ومسلم وغيرهما.

[إشكال]

فإن قلت: ما موقع التشبيه فى قوله: (كما صليت على إبراهيم) ، مع أن المقرر أن المشبه دون المشبه به؟ والواقع هنا عكسه، لأن محمدا- صلى الله عليه وسلم- وحده أفضل من إبراهيم ومن آل إبراهيم، ولا سيما وقد أضيف إليه آل محمد، وقضية كونه أفضل أن تكون الصلاة المطلوبة له أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل لغيره.

[الجواب]

فقد أجاب العلماء عنه بأجوبة كثيرة:

منها: أنه- صلى الله عليه وسلم- قال ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم.

وقد أخرج مسلم حديث أنس: أن رجلا قال للنبى- صلى الله عليه وسلم-: يا خير البرية، قال:

«ذاك إبراهيم» «٣» . وتعقب: بأنه لو كان كذلك لغير صيغة الصلاة عليه بعد أن علم أنه أفضل.

[ومنها: أنه قال ذلك تواضعا،]

وشرع ذلك لأمته ليكتسبوا بذلك الفضيلة.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٣٦٩) فى أحاديث الأنبياء، باب: رقم (١٠) ، ومسلم (٤٠٧) فى الصلاة، باب: الصلاة على النبى- صلى الله عليه وسلم- بعد التشهد.
(٢) صحيح: أخرجه مالك فى «الموطأ» (١/ ١٦٥- ١٦٦) ، ومسلم (٤٠٥) فى الصلاة، باب: الصلاة على النبى- صلى الله عليه وسلم- بعد التشهد.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٣٦٩) فى الفضائل، باب: من فضائل إبراهيم الخليل- صلى الله عليه وسلم-.