للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للتراخى، فدل على أنه كان هناك شىء بين التشهد والدعاء، انتهى. وقد أطنب الشيخ أبو أمامة بن النقاش فى تفسيره فى الانتصار للشافعى فى هذه المسألة، مما يطول ذكره، فالله يثيبه على قصده الجميل.

وأما صفة الصلاة عليه- صلى الله عليه وسلم-، (فعن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال:

لقينى كعب بن عجرة فقال: ألا أهدى لك هدية؟ إن النبى- صلى الله عليه وسلم- خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك فيكف نصلى عليك؟

قال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» ) «١» رواه البخارى ومسلم والترمذى وأبو داود والنسائى. فإن قلت: كيف يطابق قوله: (اللهم صل على محمد) قوله: (كما صليت على آل إبراهيم) ؟.

أجاب القاضى عياض: بأن «آل» مقحم، كما فى قوله- صلى الله عليه وسلم- فى أبى موسى: «إنه أعطى مزمارا من مزامير آل داود» «٢» ، ولم يكن له آل مشهور بحسن الصوت. وقد روى هذا الحديث ابن أبى حاتم بلفظ: لما نزلت إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً «٣» قال: قلنا يا رسول الله، فكيف الصلاة عليك؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» . وقال عبد الرحمن بن أبى ليلى يقول: وعلينا معهم.

وعن أبى حميد الساعدى: (أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلى


(١) صحيح: وقد تقدم.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٥٠٤٨) فى فضائل القرآن، باب: حسن الصوت بالقراءة للقرآن، ومسلم (٧٩٢) فى صلاة المسافرين، باب: استحباب تحسين الصوت بالقرآن.
(٣) سورة الأحزاب: ٥٦.