للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن رويفع بن ثابت الأنصارى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى على محمد، وقال: اللهم أنزله المقعد الصدق المقرب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتى» «١» . رواه الطبرانى. قال ابن كثير: وإسناده حسن ولم يخرجوه. وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبى الأمى وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد» «٢» رواه أبو داود. وعن طاووس: سمعت ابن عباس يقول: اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله فى الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى. رواه إسماعيل القاضى. قال ابن كثير: وإسناده جيد قوى صحيح.

[مواطن الصلاة على النبي ص]

وأما المواطن التى تشرع فيها الصلاة عليه- صلى الله عليه وسلم-.

[فمنها: التشهد الأخير،]

وهى واجبة فيه، كما قدمنا، وفى وجوبها فى التشهد الأول قولان، أظهرهما المنع، لبنائه على التخفيف، بل هى سنة، وفى استحباب الصلاة على الآل فى التشهد الأول القولان، وفى وجوبها فى الأخير رأيان: أصحهما المنع، بل هى سنة تابعة، وأقلها اللهم صل على محمد، وكذا: صلى الله على محمد، وأقلها على الآل: وآله. وقال فى «الكفاية» بإعادة «على» .

[ومنها: خطبة الجمعة،]

وكذا غيرها من الخطب، فلا تصح خطبتا الجمعة إلا بها، لأنها عبادة. وذكر الله فيها شرط، فوجب ذكر الرسول فيها كالأذان والصلاة، وهذا مذهب الشافعى وأحمد.

[ومنها: عقب إجابة المؤذن،]

لما رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو ابن العاصى، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا على، فإنه من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه بها


(١) أخرجه الطبرانى فى «الكبير» (٥/ ٢٥ و ٢٦) .
(٢) ضعيف: أخرجه أبو داود (٩٨٢) فى الصلاة، باب: الصلاة على النبى- صلى الله عليه وسلم- بعد التشهد، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن أبى داود» .