للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وقد كان النبى- صلى الله عليه وسلم- يقول: «اخرج عدو الله أنا رسول الله» «١» وكان بعضهم يعالج ذلك باية الكرسى ويأمر بكثرة قراءتها للمصروع ومن يعالجه بها وبقراءة المعوذتين. قال: ومن حدث له الصرع وله خمسة وعشرون سنة وخصوصا بسبب دماغى أيس من برئه، وكذلك إذا استمر به إلى هذه السن. قال: فهذه المرأة التى جاء الحديث أنها تصرع وتتكشف يجوز أن يكون صرعها من هذا النوع فوعدها النبى- صلى الله عليه وسلم- بصبرها على هذا المرض بالجنة.

ولقد جربت الإقسام بالنبى- صلى الله عليه وسلم- على الله تعالى «٢» مع قوله تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ «٣» إلى آخر سورة الفتح فى ابنتين صغيرتين صرعتا فشفيتا. ومن الغريب قصة غزالة الحبشية خادمتنا لما صرعت بدرب الحجاز الشريف واستغثت به- صلى الله عليه وسلم-»

فى ذلك، فجئ إلى بصارعها فى المنام بأمره- صلى الله عليه وسلم- فوبخته وأقسم أن لا يعود إليها، فاستيقظت وما بها قلبة ومن ثم لم يعد إليها فلله الحمد.

[ذكر دوائه ص من داء السحر:]

قال النووى: السحر حرام، وهو من الكبائر بالإجماع، وقد يكون


(١) صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (٤/ ١٧٠ و ١٧١) من حديث يعلى بن مرة- رضى الله عنه-، وهو عند ابن ماجه (٣٥٤٨) فى الطب، باب: الفزع والأرق وما يتعوذ منه، من حديث عثمان بن أبى العاص- رضى الله عنه-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن ابن ماجه» .
(٢) قلت: الإقسام لا يكون إلا بالله عز وجل، لا بنبى مرسل، ولا ملك مقرب، لحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «من أراد أن يحلف فليحلف بالله» .
(٣) سورة الفتح: ٢٩.
(٤) قلت: الاستغاثة لا تكون إلا بالله عز وجل، أو من عبد فيما يقدر عليه، كما استغاث الإسرائيلى بموسى- عليه السّلام- ضد المصرى، وذلك يكون حال حياته، أما بعد موته فلا يجوز لعدم إمكان الإغاثة فلا يبقى إلا الحى الذى لا موت، ونأسف إنه يوجد من بين علمائنا من يغالى فى ذات رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ويضعه فوق منزلته الشريفة، والأصل فى ذلك الاتباع، وانظر فى ذلك فى حال أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذين كان الواحد منهم يقع سوطه على الأرض وهو على الدابة، فينيخها ويأتى به ولا يسأل أحدا وهم أحياء، ومنا من يترك الأحياء، ويسأل الموتى.