للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترحم على النبى- صلى الله عليه وسلم-، كما هو قول الجمهور، ويعضده حديث الأعرابى الذى قال: اللهم ارحمنى وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لقد تحجرت واسعا» «١» وحكى القاضى عياض عن جمهور المالكية منعه قال: وأجازه أبو محمد بن أبى زيد. انتهى. وسيأتى ما فى ذلك من البحث- إن شاء الله تعالى- فى المقصد التاسع عند الكلام على التشهد.

وعن سلامة الكندى أن عليّا كان يعلم الناس الدعاء- وفى لفظ: يعلم الناس الصلاة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيقول: اللهم داحى المدحوات، وبارئ المسموكات، اجعل شرائف صلواتك، ونوامى بركاتك، ورأفة تحننك، على محمد عبدك ورسولك، الفاتح لما أغلق، الخاتم لما سبق، والمعلن الحق بالحق، والدامغ لجيشات الأباطيل، كما حمّل فاضطلع بأمرك بطاعتك، مستوفزا فى مرضاتك، واعيا لوحيك، حافظا لعهدك، ماضيا على نفاذ أمرك، حتى أورى قبسا لقابس آلاء الله، تصل بأهله أسبابه، به هديت القلوب، بعد خوضات الفتن والإثم، وأبهج موضحات الأعلام، ونائرات الأحكام، ومنيرات الإسلام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك نعمة ورسولك بالحق رحمة، اللهم افسح له فى عدنك، واجزه مضاعفات الخير من فضلك، مهنئات له غير مكدرات، من فوز ثوابك المحلول، وجزيل عطائك المعلول، اللهم أعل على بناء الناس بناءه، وأكرم مثواه لديك ونزله، وأتمم له نوره، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة، ومرضى المقالة، ذا منطق عدل، وخطة فصل، وبرهان عظيم «٢» .

حديث موقوف، رواه الطبرانى لكن قال الحافظ ابن كثير: فى سنده نظر،


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٦٠١٠) فى الأدب، باب: رحمة الناس والبهائم، وأبو داود (٣٨٠) فى الطهارة، باب: الأرض يصيبها البول، و (٨٨٢) فى الصلاة، باب: الدعاء فى الصلاة، والترمذى (١٤٧) فى الطهارة، باب: ما جاء فى البول يصيب الأرض، والنسائى (٣/ ١٤) فى السهو، باب: الكلام فى الصلاة، وأحمد فى «المسند» (٢/ ٢٨٣) ، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.
(٢) ضعيف: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (١٠/ ١٦٤) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط، وسلامة الكندى روايته عن على مرسلة، وبقية رجاله رجال الصحيح.