للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعلم حقيقة ذلك إلا الله تعالى، لكثرة من أسلم من أول البعثة إلى أن مات النبى- صلى الله عليه وسلم-، وتفرقهم فى البلدان والبوادى. وقد روى البخارى أن كعب بن مالك قال فى قصة تخلفه عن غزوة تبوك: وأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كثير لا يجمعهم كتاب حافظ «١» ، يعنى الديوان، لكن قد جاء ضبطهم فى بعض مشاهده كتبوك.

وقد روى أنه سار عام الفتح فى عشرة آلاف من المقاتلة، وإلى حنين فى اثنى عشر ألفا، وإلى حجة الوداع فى تسعين ألفا، وإلى تبوك فى سبعين ألفا، وقد روى أنه قبض عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا، والله أعلم بحقيقة ذلك.

ثم إن أفضلهم على الإطلاق عند أهل السنة إجماعا أبو بكر ثم عمر- رضى الله عنهما-. عن ابن عمر قال: كنا نخير بين الناس فى زمان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فنخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان بن عفان»

. رواه البخارى. وفى رواية عبيد الله بن عمر عن نافع: كنا فى زمان النبى- صلى الله عليه وسلم- لا نعدل بأبى بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبى- صلى الله عليه وسلم- فلا نفاضل بينهم «٣» . رواه البخارى أيضا. وقوله: «لا نعدل بأبى بكر أحدا» أى لا نجعل له مثيلا.

ولأبى داود من طريق سالم عن ابن عمر: كنا نقول- ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- حى-: أفضل أمة النبى- صلى الله عليه وسلم- بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان «٤» .

زاد الطبرانى فى رواية: فيسمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذلك فلا ينكره.

وروى خيثمة بن سليمان فى «فضائل الصحابة» من طريق سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن ابن عمر: كنا نقول: إذا ذهب أبو بكر وعمر وعثمان


(١) صحيح: وقصة كعب أخرجها البخارى (٤٤١٨) فى المغازى، باب: حديث كعب بن مالك، ومسلم (٢٧٦٩) فى التوبة، باب: حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٣٦٥٥) فى فضائل الصحابة، باب: فضل أبى بكر بعد النبى- صلى الله عليه وسلم-.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٣٦٩٧) فى المناقب، باب: مناقب عثمان بن عفان- رضى الله عنه-.
(٤) صحيح: أخرجه أبو داود (٤٦٢٧ و ٤٦٢٨) فى السنة، باب: فى التفضيل.