للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله أرقيك) «١» . وعنده أيضا من حديث عائشة: كان جبريل يرقى النبى- صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى: بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر كل حاسد إذا حسد، ومن شر كل ذى عين «٢» . وأخرج مسلم من حديث ابن عباس رفعه: «العين حق، ولو كان شئ سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا» «٣» .

وظاهر الأمر الوجوب، وحكى فيه المازرى خلافا وصحح الوجوب، وقال: متى خشى الهلاك وكان اغتسال العائن مما جرت العادة بالشفاء به فإنه يتعين، وقد تقرر أنه يجب بذل الطعام للمضطر، وهذا أولى.

ولم يبين فى حديث ابن عباس صفة الاغتسال. قال الحافظ ابن حجر:

وقد وقعت فى حديث سهل بن حنيف عند أحمد والنسائى وصححه ابن حبان من طريق الزهرى عن أبى أمامة بن سهل «٤» : أن أباه حدثه أن النبى- صلى الله عليه وسلم- خرج وساروا معه نحو ماء، حتى إذا كانوا بشعب الحرار من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف وكان أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة «٥» ، فلبط سهل- أى صرع- وسقط إلى الأرض. فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «هل تتهمون من أحد؟» قالوا: عامر بن ربيعة، فدعا عامرا، فتغيظ عليه، فقال: «علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك برّكت» . ثم قال: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره فى قدح، ثم صب ذلك الماء عليه رجل من خلفه على رأسه وظهره، ثم كفأ القدح ففعل ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس «٦» .


(١) صحيح: أخرجه مسلم (٢١٨٦) فى السلام، باب: الطب والمرض والرقى.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢١٨٥) فيما سبق.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢١٨٨) فيما سبق، وقد تقدم.
(٤) ما بين المعقوفتين مستدرك من «فتح البارى» للحافظ ابن حجر (١٠/ ٢٥٠) .
(٥) المخبأة: الفتاة فى خدرها، وهو كناية عن شدة بياضه.
(٦) صحيح: وقد تقدمت القصة، وهى عند ابن ماجه (٣٥٠٩) كما تقدم.