للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعليكم بالسنا فتداووا به، فلو دفع الموت شئ لدفعه السنا» . وحكى عبد الحق الإشبيلى فى كتاب «الطب النبوى» له أن المحاسبى ذكر فى كتابه المسمى ب «القصد إلى الله» أن النبى- صلى الله عليه وسلم- شرب السنا بالتمر.

وفى سنن ابن ماجه، من حديث إبراهيم بن أبى عبلة قال: سمعت عبد الله بن أم حرام، وكان ممن صلى مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى القبلتين، يقول:

«عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام» ، قيل: يا رسول الله وما السام؟ قال: «الموت» «١» . قالوا: والشبرم: قشر عرق شجرة، وهو حار يابس فى الدرجة الرابعة، وهو من الأدوية التى منع الأطباء من استعمالها لخطرها وفرط إسهالها.

وأما السنا: فهو نبت حجازى، وأفضله المكى، وهو دواء شريف مأمون الغائلة، قريب من الاعتدال، حار يابس فى الدرجة الأولى، يسهل الصفراء أو السوداء، ويقوى جرم القلب، وهذه فضيلة شريفة، ومن خاصيته النفع فى الوسواس السوداوى.

قال الرازى: السنا والشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة وينفعان فى الجرب والحكة، قال والشربة من كل واحد منهما من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم. وأما السنوت، فقيل هو العسل، وقيل: رب عكة السمن يخرج خطوطا سودا على السمن، وقيل: حب يشبه الكمون وليس به، وقيل: هو الكمون الكرمانى، وقيل: إنه الرازيانج، وقيل إنه الشبث، وقيل إنه العسل الذى يكون فى زقاق السمن.

قال بعض الأطباء: وهذا أجدر بالمعنى وأقرب إلى الصواب، أى:

يخلط السنا مدقوقا بالعسل المخالط للسمن، ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردا، لما فى العسل والسمن من إصلاح السنا وإعانته على الإسهال.


(١) صحيح: أخرجه ابن ماجه (٣٤٥٧) فى الطب، باب: السنا والسنوت، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن ابن ماجه» .