للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روض السهيلى لكنه لم يذكر نزول إسرافيل إليه بكلمات من الوحى قبل جبريل.

فقد ثبت فى الطرق الصحاح عن عامر الشعبى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكل به إسرافيل فكان يتراءى له ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحى، والشىء، ثم وكل به جبريل فجاء بالقرآن «١» .

وأما قوله- أعنى ابن القيم-: السادسة، ما أوحاه الله إليه فوق السماوات، يعنى ليلة المعراج، السابعة كلام الله بلا واسطة. فإن أراد ما أوحاه إليه جبريل فهو داخل فيما تقدم، لأنه إما أن يكون جبريل فى تلك الحالة على صورته الأصلية، أو على صورة الآدمى، وكلاهما قد تقدم ذكره، وإن أراد وحى الله بلا واسطة- وهو الظاهر- فهى الصورة التى بعدها.

وأما قوله: وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة: وهى تكليم الله له كفاحا من غير حجاب، فهذا على مذهب من يقول إنه- صلى الله عليه وسلم- رأى ربه تعالى، وهى مسألة خلاف يأتى الكلام عليها إن شاء الله تعالى.

ويحتمل أن ابن القيم- رحمه الله تعالى- أراد بالمرتبة السادسة وحى جبريل، وغاير بينه وبين ما قبله باعتبار محل الإيحاء، أى كونه فوق السماوات، بخلاف ما تقدم، فإنه كان فى الأرض، ولا يقال، يلزم عليه أن تتعدد أقسام الوحى باعتبار البقعة التى جاء فيها جبريل إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- وهو غير ممكن، لأنا نقول: الوحى الحاصل فى السماء باعتبار ما فى تلك المشاهد من الغيب نوع غير نوع الأرض على اختلاف بقاعها. انتهى.

قلت: ويزاد أيضا:

* كلامه تعالى له فى المنام، كما فى حديث الزهرى «أتانى ربى فى أحسن صورة فقال: يا محمد أتدرى فيم يختصم الملأ الأعلى..» «٢» الحديث.


(١) قلت: عامر بن شراحيل الشعبى، من خيار التابعين، إلا أن حديثه مرسل.
(٢) صحيح: أخرجه الترمذى (٣٢٣٣ و ٣٢٣٤) فى التفسير، باب: ومن سورة ص، وأحمد فى «مسنده» (١/ ٣٦٨) ، وأبو يعلى فى «مسنده» (٢٦٠٨) ، من حديث ابن عباس رضى الله عنهما-، وليس للزهرى فيه ذكر.