للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج الحاكم وصححه البيهقى عن أبى الأسود قال: شهدت الزبير خرج يريد عليّا فقال على: أنشدك الله، هل سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «تقاتله وأنت له ظالم» «١» ، فمضى الزبير منصرفا. وفى رواية أبى يعلى والبيهقى قال الزبير: بلى ولكن نسيت.

ومن ذلك قوله- صلى الله عليه وسلم- فى الحسن بن على: «إن ابنى هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» «٢» رواه البخارى، فكان كما قال- صلى الله عليه وسلم-، لأنه لما قتل على بن أبى طالب بايع الحسن أكثر من أربعين ألفا، فبقى سبعة أشهر خليفة بالعراق وما وراء النهر من خراسان، ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه، فلما تراء الجمعان بموضع يقال له بستكين بناحية الأنبار من أرض السواد، فعلم أن لن تغلب إحدى الفئتين حتى يذهب أكثر الآخرى، فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الأمر إليه دون غيره على أن يشترط عليه أن لا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشئ مما كان فى أيام أبيه، فأجابه معاوية إلا عشرة، فلم يزل يراجعه حتى بعث إليه برق أبيض وقال: اكتب فيه ما شئت فأنا ألتزمه، واصطلحا على ذلك، فكان الأمر كما قال النبى- صلى الله عليه وسلم-: «أن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» .

وأخرج الدولابى أن الحسن «٣» قال: كانت جماجم العرب بيدى يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله تعالى وحقن دماء المسلمين.

ومن ذلك: إعلامه- صلى الله عليه وسلم- بقتل الحسين بالطف، وأخرج بيده تربة وقال: فيها مضجعه، رواه البغوى فى معجمه من حديث أنس بن مالك بلفظ: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبى- صلى الله عليه وسلم- فأذن له وكان فى يوم


(١) أخرجه الحاكم فى «المستدرك» (٣/ ٤١٣) ، والبيهقى فى «دلائل النبوة» (٦/ ٤١٥) .
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٢٧٠٤) فى الصلح، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم- للحسن بن على- رضى الله عنهما- ابنى هذا سيد من حديث أبى بكرة- رضى الله عنه-.
(٣) الحسن هنا هو: الحسن بن على- رضى الله عنهما- الذى قيل فيه نص الحديث السابق.