للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج أبو نعيم عن ابن عباس أن أم الفضل مرت به- صلى الله عليه وسلم- فقال:

إنك حامل بغلام فإذا ولدتيه فائتنى به، قالت: فلما ولدته أتيته به فأذن فى أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبد الله وقال: اذهبى بأبى الخلفاء فأخبرت العباس فأتاه فذكر له ذلك فقال: هو ما أخبرتك، هذا أبو الخلفاء حتى يكون منهم السفاح، حتى يكون منهم المهدى، حتى يكون منهم من يصلى بعيسى ابن مريم.

وأخرج أبو يعلى عن معاوية سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:

«لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم» «١» .

ومن ذلك: إخباره- صلى الله عليه وسلم- بعالم المدينة، أخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل فلم يجدوا عالما أعلم من عالم المدينة» «٢» . قال سفيان بن عيينة: نرى هذا العالم مالك بن أنس، وقال عبد الرزاق: ولم يعرف بهذا الاسم غيره ولا ضربت أكباد الإبل إلى أحد مثل ما ضربت إليه، وقال أبو مصعب: كان الناس يزدحمون على باب مالك ويقتتلون عليه من الزحام، يعنى لطلب العلم. وممن روى عنه من الأئمة المشهورين: محمد بن شهاب الزهرى «٣» ، والسفيانان والشافعى والأوزاعى إمام أهل الشام، والليث بن سعد إمام أهل مصر، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام «٤» ، وصاحباه: أبو يوسف ومحمد ابن الحسن وعبد الرحمن بن مهدى شيخ الإمام أحمد ويحيى بن يحيى شيخ


(١) لم أقف عليه فيه.
(٢) ضعيف: أخرجه الترمذى (٢٦٨٠) بنحوه فى العلم، باب: ما جاء فى عالم المدينة، وأحمد فى «المسند» (٢/ ٢٩٩) ، والحاكم فى «المستدرك» (١/ ١٦٨) ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: رجاله ثقات لكن فيه عنعنة ابن جريج وأبى الزبير، وهما مدلسان.
(٣) قلت: محمد بن شهاب الزهرى، من طبقة شيوخ مالك، فقد روى عنه مالك، كما روى عن مالك من باب رواية الأكابر عن الأصاغر، وغالبا ما يكون ذلك من باب اعتراف الشيخ بالتلميذ.
(٤) قلت: الإمام أبو حنيفة، أسن من الإمام مالك، كما لم يثبت عنهما أنهما التقيا، فلا أظن أنه روى عنه شيئا، وكذلك صاحباه.