للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انتهى. فأما حديث ابن عباس، فرواه البخارى ومسلم بلفظ: بت عند خالتى ميمونة ليلة والنبى- صلى الله عليه وسلم- عندها، فتحدث النبى- صلى الله عليه وسلم- مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر أو نصفه قعد ينظر إلى السماء فقرأ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ «١» حتى ختم السورة، ثم قام إلى القربة فأطلق شناقها «٢» ، ثم صب فى الجفنة «٣» ، ثم توضأ وضوآ حسنا بين الوضوءين «٤» لم يكثر وقد أبلغ، فقام فصلى، فقمت وتوضأت فقمت عن يساره، فأخذ بأذنى فأدارنى عن يمينه، فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فاذنه بلال الصلاة فصلى ولم يتوضأ. وكان يقول فى دعائه: «اللهم اجعل فى قلبى نورا، وفى بصرى نورا، وفى سمعى نورا، وعن يمينى نورا، وعن يسارى نورا، وفوقى نورا وتحتى نورا، وأمامى نورا وخلفى نورا، واجعل لى نورا» «٥» ، وزاد بعضهم: وفى لسانى نورا، وذكر: عصبى ولحمى ودمى وشعرى وبشرى «٦» .

وفى رواية: فصلى ركعتين خفيفتين، قلت قرأ فيها بأم الكتاب فى كل ركعة، ثم سلم، ثم صلى إحدى عشر ركعة بالوتر ثم نام، فأتاه بلال فقال:

الصلاة يا رسول الله، فقام فركع ركعتين ثم صلى للناس «٧» . وفى رواية:

فقام فصلى ثلاث عشرة ركعة، منها ركعتا الفجر، حزرت قيامه فى كل ركعة


(١) سورة آل عمران: ١٩٠.
(٢) القربة: إناء من جلد لحفظ الماء والشناق رباط القربة وما تشد به.
(٣) الجفنة: القصعة وهى إناء يسع ما يشبع عشرة.
(٤) قوله (وضوآ بين وضوءين) وقال ابن حجر: قد فسره بقوله (لم يكثر وقد أبلغ) وهو يحتمل أن يكون قلل الماء مع التثليث أو اقتصر على دون الثلاث.
(٥) صحيح: أخرجه البخارى (٦٣١٦) فى الدعوات، باب: الدعاء إذا انتبه من الليل، ومسلم (٧٦٣) فى صلاة المسافرين، باب: الدعاء فى صلاة الليل وقيامه، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.
(٦) تقدم فى الحديث الذى قبله.
(٧) صحيح: أخرجه مسلم (٧٦٣) فى صلاة المسافرين وقصرها، باب: الدعاء فى صلاة الليل وقيامه، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.