للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خشيت أن تفرض عليكم» على التجميع فى المسجد، وقال: إنه أقوى الأوجه. فالجواب: أنه- صلى الله عليه وسلم- لما مات حصل الأمن من ذلك، ورجح عمر التجميع لما فى الاختلاف من افتراق الكلمة، ولأن الاجتماع على واحدة أنشط لكثير من المصلين.

وقال مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم: الأفضل صلاتها فرادى فى البيوت، لقوله- صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصلاة صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة» «١» ، قالوا: وإنما فعلها- صلى الله عليه وسلم- فى المسجد لبيان الجواز، أو لأنه كان معتكفا.

وأما عدد الركعات التى كان- صلى الله عليه وسلم- يصليها فى رمضان، فعن أبى سلمة أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى رمضان؟

قالت: ما كان يزيد فى رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلى أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلى أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلى ثلاثا، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ قال: «يا عائشة، إن عينى تنامان ولا ينام قلبى» «٢» . رواه البخارى ومسلم.

وأما ما رواه ابن أبى شيبة من حديث ابن عباس: كان- صلى الله عليه وسلم- يصلى فى رمضان عشرين ركعة والوتر «٣» ، فإسناده ضعيف. وقد عارضه حديث عائشة هذا، وهى أعلم بحال النبى- صلى الله عليه وسلم- ليلا من غيرها.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٧٣١) فى الأذان، باب: صلاة الليل، ومسلم (٧٨١) فى صلاة المسافرين، باب: استحباب صلاة النافلة فى بيته وجوازها فى المسجد، من حديث زيد بن ثابت- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٢٠١٣) فى صلاة التراويح، باب: فضل من قام رمضان، ومسلم (٧٣٨) فى صلاة المسافرين، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبى فى الليل.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٢٠١٠) فى صلاة التراويح، باب: فضل من قام رمضان، ومالك فى الموطأ (٢٥٢) فى النداء للصلاة، باب: ما جاء فى قيام رمضان، عن عبد الرحمن بن عبد القارى أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب فى رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ... فذكره.