للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتفطر حتى لا تكاد تصوم، إلا يومين إن دخلا فى صيامك وإلا صمتهما، قال: «أى يومين؟» قلت: يوم الاثنين والخميس، قال: «ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم» «١» .

رواه النسائى.

وروى على بن أبى طلحة عن ابن عباس فى قوله تعالى: ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ «٢» قال: يكتب كل ما يتكلم به من خير وشر، حتى إنه ليكتب قوله: أكلت وشربت وذهبت وجئت ورأيت، حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله، فأقر ما كان فيه مجن خير أو شر، وألقى سائره، وهذا عرض خاص فى هذين اليومين غير العرض العام كل يوم فإن ذلك عرض خاص دائم بكرة وعشيّا. ويدل على ذلك ما فى صحيح مسلم عن أبى موسى الأشعرى قال: قام فينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات فقال: «إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغى له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل» «٣» الحديث.

وعن أم سلمة كان- صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الاثنين والخميس من هذه الجمعة، والاثنين من المقبلة «٤» . وفى رواية أول اثنين من الشهر، ثم الخميس ثم الخميس الذى يليه «٥» . رواه النسائى. وعن عائشة:


(١) صحيح: أخرجه النسائى (٢/ ٥٦) فى الصيام، باب: صوم النبى بأبى هو وأمى. من حديث أسامة بن زيد- رضى الله عنهما-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن النسائى» .
(٢) سورة ق: ١٨.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (١٧٩) فى الإيمان، باب: فى قوله إن الله لا ينام. من حديث أبى موسى- رضى الله عنه-.
(٤) أخرجه النسائى (٢/ ٤٩) فى الصيام، باب: صوم النبى بأبى هو وأمى، من حديث أم سلمة- رضى الله عنها-، وقال الألبانى فى «صحيح سنن النسائى» : حسن ولكن الأصح لفظ وخميس.
(٥) ضعيف: أخرجه الترمذى (٧٤٦) فى الصوم، باب: ما جاء فى صيام يوم الاثنين والخميس من حديث عائشة- رضى الله عنها-، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن الترمذى» .