للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسبب فى ذلك ما رواه الآجرى من طريق شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة قال: أخبرنى أبى قال: كان الناس يصلون إلى القبر الشريف، فأمر عمر بن عبد العزيز فرفع حتى لا يصلى إليه أحد، فلما هدم بدت قدم بساق وركبة، ففزع عمر بن عبد العزيز فأتاه عروة فقال: هذا ساق عمر وركبته فسري عن عمر بن عبد العزيز.

وروى الآجرى قال رجاء بن حيوة: قبر أبى بكر عند وسط النبى- صلى الله عليه وسلم-، وعمر خلف أبى بكر، رأسه عند وسطه، وهذا ظاهره يخالف حديث القاسم، فإن أمكن الجمع، وإلا فحديث القاسم أصح.

وأما ما أخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن عائشة: أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فسنده ضعيف. انتهى ملخصا من فتح البارى.

وقد اختلف أهل السير وغيرهم فى صفة القبور المقدسة على سبع روايات، أوردها ابن عساكر فى «تحفة الزائر» ونقل أهل السير عن سعيد بن المسيب قال: بقى فى البيت موضع قبر فى السهوة الشرقية يدفن فيه عيسى ابن مريم- عليهما السلام-، ويكون قبره. الرابع.

وفى «المنتظم» لابن الجوزى: عن ابن عمر، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:

«ينزل عيسى ابن مريم فى الأرض، فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معى فى قبرى، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبى بكر وعمر» . كذا ذكره فى «تحقيق النصرة» والله أعلم.

فإن قلت: تقدم أنه- صلى الله عليه وسلم- توفى يوم الاثنين، ودفن يوم الأربعاء، فلم أخر دفنه- صلى الله عليه وسلم-؟ وقد قال- صلى الله عليه وسلم- لأهل بيت أخروا دفن ميتهم: «عجلوا دفن ميتكم ولا تؤخروا» .

فالجواب: لما ذكر من عدم اتفاقهم على موته، أو لأنهم كانوا لا يعلمون. حيث يدفن، قال قوم فى البقيع، وقال آخرون: فى المسجد، وقال قوم: يحمل إلى إبراهيم حتى يدفن عنده، حتى قال العالم الأكبر صديق