للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد والترمذى عن ابن عباس: كانت راية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سوداء، ولواؤه أبيض «١» ، ومثله عند الطبرانى عن بريدة، وعند ابن عدى عن أبى هريرة وزاد: مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله.

وهو ظاهر فى التغاير، لعل التفرقة بينهما عرفية.

وذكر ابن إسحاق، وكذا أبو الأسود عن عروة: أن أول ما حدثت الرايات يوم خيبر، وما كانوا يعرفون قبل ذلك إلا الألوية. انتهى.

ثم سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ، فى شوال، على رأس ثمانية أشهر، فى ستين رجلا، وعقد له لواء أبيض، حمله مسطح بن أثاثة، يلقى أبا سفيان بن حرب.

وكان على المشركين- وقيل مكرز بن حفص، وقيل عكرمة بن أبى جهل- فى مائتين، ولم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبى وقاص رمى بسهم، فكان أول سهم رمى فى الإسلام «٢» .

وقال ابن إسحاق: وكانت راية عبيدة- فيما بلغنا- أول راية عقدت فى الإسلام، وبعض الناس يقول: راية حمزة. قال: وإنما أشكل أمرهما لأنه عليه الصلاة والسلام- بعثهما معا، فاشتبه ذلك على الناس. انتهى.

وهذا يشكل بقولهم: إن بعث حمزة كان على رأس سبعة أشهر، لكن يحتمل أن يكون- صلى الله عليه وسلم- عقد رايتيهما معا، ثم تأخر خروج عبيدة إلى رأس الثمانية، لأمر اقتضاه، والله أعلم.

ثم سرية سعد بن أبى وقاص إلى الخرار- بخاء معجمة وراءين مهملتين، وهو واد بالحجاز يصب فى الجحفة- وكان ذلك فى ذى القعدة، على رأس تسعة أشهر، وعقد له لواء أبيض، حمله المقداد بن عمرو، فى


(١) حسن: أخرجه الترمذى (١٦٨١) فى الجهاد، باب: ما جاء فى الرايات، وابن ماجه (٢٨١٨) فى الجهاد، باب: الرايات والألوية، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .
(٢) انظر «السيرة النبوية» لابن هشام (١/ ٥٩٥ و ٥٩٦) ، وابن سعد فى «طبقاته» (٢/ ٧) ، وابن كثير فى «البداية والنهاية» (٢/ ٣٣٨ و ٣٣٩) .