للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اختصاصه، فهذا صريح فى الرد عليه. وفيه أن رؤية الملائكة لا تختص بالأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- بل يراهم الصحابة والأولياء. انتهى.

قال ابن الأنبارى: وكانت الملائكة لا تعلم كيف تقتل الآدميون، فعلمهم الله تعالى بقوله: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ «١» . أى الرؤس وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ «٢» . قال ابن عطية: كل مفصل.

قال السهيلى: جاء فى التفسير أنه ما وقعت ضربة يوم بدر إلا فى رأس أو مفصل، وكانوا يعرفون قتلى الملائكة من قتلاهم باثار سود فى الأعناق والبنان.

وعن ابن عباس قال: حدثنى رجل من بنى غفار قال: أقبلت أنا وابن عم لى حتى صعدنا على جبل يشرف على بدر- ونحن مشركان- ننظر الوقعة على من تكون الدبرة، فننهب مع من ينهب، فبينما نحن فى الجبل إذ دنت منا سحابة فيها حمحمة الخيل فسمعت قائلا يقول: أقدم حيزوم، فأما ابن عمى فانكشف قناع قلبه فمات مكانه فى الحال. وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت. رواه البيهقى وأبو نعيم.

والدبرة: - بسكون الموحدة- الهزيمة فى القتال.

وحيزوم: اسم فرس جبريل. قاله فى القاموس.

وروى أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: لقد رأيتنا يوم بدر، وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف «٣» .. رواه الحاكم وصححه والبيهقى وأبو نعيم.

قال الشيخ تقى الدين السبكى: سئلت عن الحكمة فى قتال الملائكة مع النبى- صلى الله عليه وسلم- مع أن جبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه.


(١) سورة الأنفال: ١٢.
(٢) سورة الأنفال: ١٢.
(٣) أخرجه الحاكم فى «المستدرك» (٣/ ٤٦٣) ، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.