للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاءت أم أيمن حتى قعدت فى جانب البيت وأنا فى جانب، وجاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «هاهنا أخى» ، قالت أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال: «نعم» . ودخل- صلى الله عليه وسلم- فقال لفاطمة: «ائتنى بماء» ، فقامت إلى قعب فى البيت فأتت فيه بماء فأخذه ومج فيه ثم قال لها: «تقدمى» فتقدمت، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: «اللهم إنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» . ثم قال لها: «أدبرى» فأدبرت فصب بين كتفيها. ثم فعل مثل ذلك بعلى. ثم قال: «ادخل بأهلك بسم الله والبركة» «١» . أخرجه أبو حاتم، وأحمد فى المناقب بنحوه.

وفى حديث أنس عند أبى الخير القزوينى الحاكمى: خطبها على بعد أن خطبها أبو بكر ثم عمر فقال- صلى الله عليه وسلم-: «قد أمرنى ربى بذلك» .

قال أنس: ثم دعانى- عليه السّلام- بعد أيام فقال لى يا أنس: «ادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن وعدة من الأنصار» ، فلما اجتمعوا وأخذوا مجالسهم وكان على غائبا فقال- صلى الله عليه وسلم-:

«الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطوته، النافذ أمره فى سمائه وأرضه، الذى خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد- صلى الله عليه وسلم-. إن الله تبارك اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لا حقا، وأمرا مفترضا، أوشج به الأرحام، وألزم به الأنام، فقال عز من قائل وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً «٢» . فأمر الله تعالى يجرى إلى قضائه، وقضاؤه يجرى إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. ثم إن الله عزّ وجل أمرنى أن أزواج فاطمة من على بن أبى طالب، فاشهدوا أنى قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك على» .


(١) إسناده ضعيف: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٩/ ٢٠٥) وقال: رواه الطبرانى، وفيه يحيى ابن يعلى الأسلمى، وهو ضعيف.
(٢) سورة الفرقان: ٥٤.