للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيهم- كما قال ابن إسحاق وغيره- أنزل الله إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ «١» .

واجتمعت قريش لحرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. وكتب العباس بن عبد المطلب كتابا يخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بخبرهم، وسار بهم أبو سفيان حتى نزلوا ببطن الوادى من قبل أحد مقابل المدينة.

وكان رجال من المسلمين أسفوا على ما فاتهم من مشهد بدر.

وأرى- صلى الله عليه وسلم- ليلة الجمعة رؤيا، فلما أصبح قال: «إنى والله قد رأيت خيرا، رأيت بقرا تذبح، ورأيت فى ذباب سيفى ثلما، ورأيت أنى أدخلت يدى فى درع حصينة، فأما البقر فناس من أصحابى يقتلون، وأما الثلم الذى رأيت فى سيفى فهو رجل من أهل بيتى يقتل» «٢» .

وقال ابن عقبة، ويقول رجال: كان الذى بسيفه ما قد أصاب وجهه، فإن العدو أصابوا وجهه الشريف- صلى الله عليه وسلم- يومئذ، وكسروا رباعيته، وجرحوا شفته.

وفى رواية قال- عليه الصلاة والسلام-: «وأولت الدرع الحصينة بالمدينة فامكثوا فإن دخل القوم الأزفة قاتلناهم، ورموا من فوق البيوت» «٣» .

فقال أولئك القوم: يا رسول الله، كنا نتمنى هذا اليوم، أخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم.

فصلى- صلى الله عليه وسلم- بالناس الجمعة، ثم وعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد، وأخبرهم أن لهم النصر ما صبروا، وأمرهم بالتهيؤ لعدوهم، ففرح الناس بذلك.


(١) سورة الأنفال: ٣٦.
(٢) أخرجه ابن هشام فى «سيرته» (٢/ ٦٣ و ٦٦) عن ابن إسحاق عن الزهرى وغيره مرسلا، وبنحوه أخرجه أحمد (٣/ ٣٥١) ، والدارمى فى «سننه» (٢١٥٩) من حديث جابر رضى الله عنه-.
(٣) انظر ما قبله.