للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبذلك تمسك من قال من العلماء: إن الشهيد يغسل إذا كان جنبا.

وقتل على طلحة بن أبى طلحة، صاحب لواء المشركين، ثم حمل لواءهم عثمان بن أبى طلحة، فحمل عليه حمزة فقطع يده وكتفه.

ثم أنزل الله نصره على المسلمين فحسوا الكفار بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر وكانت الهزيمة، فولى الكفار لا يلوون على شىء، ونساؤهم يدعون بالويل، وتبعهم المسلمون حتى أجهضوهم. ووقعوا ينهبون العسكر ويأخذون ما فيه من الغنائم.

وفى البخارى: قال البراء: فقال أصحاب عبد الله بن جبير: أى قوم، الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون، فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين «١» .

وفى حديث عائشة عند البخارى أيضا: لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة، فصاح إبليس: أى عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت مع أخراهم «٢» .

وعند أحمد والحاكم من حديث ابن عباس: أنهم لما رجعوا اختلطوا بالمشركين والتبس العسكران فلم يتميزوا، فوقع القتل فى المسلمين بعضهم فى بعض «٣» .

وفى رواية غيرهما: ونظر خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل وقلة أهله فكر بالخيل، وتبعه عكرمة بن أبى جهل فحملوا على من بقى من النفر الرماة فقتلوهم وأميرهم عبد الله بن جبير.

وفى البخارى: أنهم لما اصطفوا للقتال، خرج سباع فقال: هل من


(١) هو الذى عند البخارى برقم (٣٠٣٩) وقد تقدم قريبا.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٣٢٩٠) فى بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده.
(٣) أخرجه أحمد فى «مسنده» (١/ ٢٨٧) ، والحاكم فى «مستدركه» (٢/ ٣٢٤) ، وقد تقدم قريبا.