للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عثمان ويعتذر إليه، ففعل ذلك على، فقال: أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق؟!

فقال على: لقد أنزل الله فى شأنك قرآنا. وقرأ عليه الآية. فقال عثمان: أشهد أن محمدا رسول الله. فجاء جبريل- عليه السّلام- فقال: ما دام هذا البيت أو لبنة من لبناته قائمة، فإن المفتاح والسدانة فى أولاد عثمان. فكان المفتاح معه، فلما مات دفعه إلى أخيه شيبة، فالمفتاح والسدانة فى أولاده! إلى يوم القيامة «١» .

قال ابن ظفر فى «ينبوع الحياة» : قوله: «لو اعلم أنه رسول الله لم أمنعه» هذا وهم، لأنه كان ممن أسلم. فلو قال هذا كان مرتدا.

وعن الكلبى: لما طلب- صلى الله عليه وسلم- المفتاح من عثمان مد يده إليه، فقال العباس: يا رسول الله اجعلها مع السقاية، فقبض عثمان يده بالمفتاح، فقال:

هاكه بالأمانة، فأعطاه إياه ونزلت الآية. قال ابن ظفر: وهذا أولى بالقول.

وفى رواية لمسلم: دخل- صلى الله عليه وسلم- هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان ابن طلحة الحجبى فأغلقوا عليهم الباب. قال ابن عمر فلما فتحوا كنت أول من ولج، فلقيت بلالا فسألته: هل صلى فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، بين العمودين اليمانين، وذهب عنى أسأله: كم صلى «٢» .

وفى إحدى روايات البخارى: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه «٣» .

وليس بين الروايتين مخالفة، لكن قوله فى الرواية الآخرى: وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة مشكل، لأنه يشعر بكون ما عن يمينه أو يساره كان


(١) ذكره الحافظ ابن كثير فى «تفسيره» (١/ ٥١٧) .
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٤٦٨) فى الصلاة، باب: الأبواب والغلق للكعبة والمساجد، ومسلم (١٣٢٩) فى الحج، باب: استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره.
(٣) هذه الرواية عند البخارى برقم (٥٠٥) فى الصلاة، باب: الصلاة بين السوارى فى غير جماعة.