للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حنين، علقت برسول الله- صلى الله عليه وسلم- الأعراب حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف- صلى الله عليه وسلم- فقال: «أعطونى ردائى، فلو كان لى عدد هذه العضاة نعما لقسمته بينكم، ثم لا تجدونى بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا» «١» .

ورواه مسلم.

وذكر محمد بن سعد كاتب الواقدى عن ابن عباس أنه قال: لما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الطائف نزل الجعرانة فقسم بها الغنائم ثم اعتمر منها وذلك لليلتين بقيتا من شوال.

قال ابن سيد الناس وهذا ضعيف، والمعروف عند أهل السير أن النبى صلى الله عليه وسلم- انتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس، لخمس ليال خلون من ذى القعدة، فأقام بها ثلاث عشرة ليلة، فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج ليلة الأربعاء لاثنتى عشرة ليلة بقيت من ذى القعدة ليلا، فأحرم بعمرة ودخل مكة.

وفى تاريخ الأزرفى أنه- صلى الله عليه وسلم- أحرم من وراء الوادى، حيث الحجارة المنصوبة.

وعند الواقدى: من المسجد الأقصى الذى تحت الوادى بالعدوة القصوى من الجعرانة. وكانت صلاته- عليه الصلاة والسلام- إذ كان الجعرانة به.

والجعرانة موضع بينه وبين مكة بريد، كما قاله الفاكهى. وقال الباجى:

ثمانية عشر ميلا، وسمى بامرأة تلقب بالجعرانة، كما ذكره السهيلى.

قالوا: وقدم- صلى الله عليه وسلم- المدينة وقد غاب عنها شهرين وستة عشر يوما.

وبعث- صلى الله عليه وسلم- قيس بن سعد بن عبادة «٢» إلى ناحية اليمن فى أربعمائة فارس، وأمره أن يقاتل قبيلة صداء، حين مروره عليهم فى الطرق.

فقدم زياد بن الحارث الصدائى، فسأل عن ذلك البعث فأخبر، فقال:


(١) قلت: بل هو عند البخارى برقم (٣١٤٨) فى فرض الخمس، باب: ما كان النبى- صلى الله عليه وسلم- يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه.
(٢) انظر «الطبقات الكبرى» لابن سعد (١/ ٢٤٧) .