للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- صلى الله عليه وسلم-، ومن مخافة أن يكون النبى- صلى الله عليه وسلم- وجد فى نفسه على فرجعت إلى أصحابى فأخبرتهم الذى قال النبى- صلى الله عليه وسلم-. فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادى: أين عبد الله بن قيس، فأجبته، فقال: أجب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعوك. فلما أتيته قال: «خذ هاتين القرينتين وهاتين القرينتين لستة أبعرة ابتاعهم حينئذ من سعد، فانطلق بهن إلى أصحابك فقل: إن الله، أو إن رسول الله يحملكم على هؤلاء فاركبوهن» «١» الحديث.

وقام علبة بن زيد، فصلى من الليل وبكى وقال: اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندى ما أتقوى به مع رسولك، ولم تجعل فى يد رسولك ما يحملنى عليه، وإنى أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابنى فيها، مال أو جسد أو عرض. ثم أصبح مع الناس. فقال النبى:

«أين المتصدق بهذه الليلة» فلم يقم أحد، ثم قال: «أين المتصدق بهذه الليلة؟» فلم يقم أحد، ثم قال: أين المتصدق فليقم، فقام إليه فأخبره، فقال صلى الله عليه وسلم-: «أبشر فو الذى نفس محمد بيده لقد كتبت فى الزكاة المقبلة» «٢» رواه يونس والبيهقى فى الدلائل، كما ذكره السهيلى فى الروض له.

وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم فى التخلف، فأذن لهم، وهم اثنان وثمانون رجلا.

وقعد آخرون من المنافقين بغير عذر وإظهار علة جرأة على الله ورسوله وهو قوله تعالى: وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ «٣» .

واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة. قال الدمياطى: وهو عندنا أثبت ممن قال استخلق غيره. انتهى.

وقال الحافظ زين الدين العراقى، فى ترجمة على بن أبى طالب من


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٤٤١٥) فى المغازى، باب: غزوة تبوك وهى غزوة العسرة، ومسلم (١٦٤٩) فى الأيمان، باب: ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها أن يأتى الذى هو خير ويكفر عن يمينه.
(٢) أخرجه البيهقى فى «دلائل النبوة» (٥/ ٢١٨، ٢١٩) .
(٣) سورة التوبة: ٩١.