للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «ألم أنهكم» ثم دعا للذى خنق على مذهبه فشفى، وأما الآخر فأهدته طيىء لرسول الله حين قدم المدينة «١» .

وفى صحيح مسلم من حديث أبى حميد: انطلقنا حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله» فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلى طيىء «٢» .

وروى الزهرى: لما مر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالحجر سجى ثوبه على وجهه واستحث راحلته ثم قال: «لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا أنفسهم إلا وأنتم باكون، خوفا أن يصيبكم ما أصابهم» «٣» رواه الشيخان.

ولما كان- صلى الله عليه وسلم- ببعض الطريق ضلت ناقته.. فقال زيد بن اللصيت وكان منافقا-: أليس محمد يزعم أنه نبى ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدرى أين ناقته؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إن رجلا يقول» ... وذكر مقالته، «وإنى لا أعلم إلا ما علمنى الله، وقد دلنى عليها، وهى فى الوادى فى شعب كذا وكذا، قد حبستها شجرة بزمامها. فانطلقوا حتى تأتونى بها» «٤» فانطلقوا فجاؤا بها. رواه البيهقى وأبو نعيم.

وفى مسلم من حديث معاذ بن جبل: أنهم وردوا عين تبوك، وهى تبض بشىء من ماء، وأنهم غرفوا منها قليلا قليلا حتى اجتمع فى شن ثم


(١) أخرجه البيهقى فى «دلائل النبوة» (٥/ ٢٤٠) .
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (١٤٨٢) فى الزكاة، باب: خرص التمر، ومسلم (١٣٩٢) فى الفضائل، باب: فى معجزات النبى- صلى الله عليه وسلم-.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٤٤١٩ و ٤٤٢٠) فى المغازى، باب: نزول النبى- صلى الله عليه وسلم- الحجر، ومسلم (٢٩٨٠) فى الزهد والرقائق، باب: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين، من حديث عبد الله بن عمر- رضى الله عنهما-.
(٤) أخرجه ابن هشام فى «السيرة النبوية» (٢/ ٥٢٣) عن محمود بن لبيد عن رجال من بنى عبد الأشهل بسند رجاله ثقات.