وعن جماعة: أنهم وجدوا بطيخة صفراء فيها خطوط شتى بالأبيض خلقة، ومن جملة الخطوط كتب بالعربى فى أحد جنبيها: الله، وفى الآخر:
عز أحمد، بخط بين لا يشك فيه عالم بالخط.
وأنه وجد سنة تسع أو قال: سنة سبع- بالموحدة- وثمانمائة حبة عنب مكتوب فيها بخط بارع بلون أسود: محمد.
وفى كتاب «النطق المفهوم» لابن طغربك السياف، عن بعضهم أنه رأى فى جزيرة شجرة عظيمة لها ورق كبير طيب الرائحة، مكتوب فيه بالحمرة والبياض فى الخضرة كتابة بينة واضحة خلقة ابتدعها الله بقدرته، فى الورقة ثلاثة أسطر، الأول: لا إله إلا الله، والثانى: محمد رسول الله، والثالث: إن الدين عند الله الإسلام.
قال ابن قتيبة: ومن أعلام نبوته- صلى الله عليه وسلم- أنه لم يسم قبله أحد باسمه «محمد» صيانة من الله تعالى لهذا الاسم، كما فعل بيحيى، إذ لم يجعل له من قبل سميا، وذلك أنه تعالى سماه به فى الكتب المتقدمة، وبشر به الأنبياء، فلو جعل اسمه مشتركا فيه لوقعت الشبهة، إلا أنه لما قرب زمنه وبشر أهل الكتاب بقربه سمى قوم أولادهم بذلك رجاء أن يكون هو هو، والله أعلم حيث يجعل رسالته:
ما كل من زار الحمى سمع الندا ... من أهله أهلا بذاك الزائر
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد عدهم القاضى عياض: ستة، ثم قال: لا سابع لهم.
وذكر أبو عبيد الله بن خالويه فى كتاب «ليس» ، والسهيلى فى «الروض» : أنه لا يعرف فى العرب من تسمى محمدا قبل النبى- صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة.
قال الحافظ ابن حجر: وهو حصر مردود، والعجب أن السهيلى متأخر الطبقة عن عياض، ولعله لم يقف على كلامه.