للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو عمر: وفاطمة وأم كلثوم أفضل بنات النبى- صلى الله عليه وسلم-، وكانت فاطمة أحب أهله إليه- صلى الله عليه وسلم-، وكان يقبلها فى فيها ويمصها لسانه، وإذا أراد سفرا يكون آخر عهده بها، وإذا قدم أول ما يدخل عليها.

وقال- صلى الله عليه وسلم-: «فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبنى» «١» رواه البخارى. وقال لها: «أما ترضين أن تكونى سيدة نساء المؤمنين» «٢» رواه مسلم، وفى رواية أحمد «أفضل نساء أهل الجنة» «٣» .

وتوفيت بعده- صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر، ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وهى ابنة تسع وعشرين سنة، قاله المدينى. وقيل توفيت بعده بثمانية أشهر وقيل غير ذلك، والأول أصح كذا قالوه فيما رأيته، وهو غير منتظم مع السابق فليتأمل.

وروى أنها قالت لأسماء بنت عميس: إنى قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة، فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة ما أحسن هذا، تعرف به المرأة من الرجل، فإذا أنا مت فاغسلينى أنت وعلى، ولا يدخل على أحد، الحديث خرجه أبو عمر.

وفى حديث أم رافع سلمى أنها لما اشتكت اغتسلت ولبست ثيابا جددا واضطجعت فى وسط البيت، ووضعت يدها اليمنى تحت خدها، ثم استقبلت القبلة وقالت: إنى مقبوضة الآن فلا يكشفنى أحد ولا يغسلنى، ثم قبضت مكانها، ودخل على فأخبر بالذى قالت، فاحتملها فدفنها بغسلها


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٧١٤) فى المناقب، باب: مناقب قرابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومنقبة فاطمة- عليها السلام-، ومسلم (٢٤٤٩) فى فضائل الصحابة، باب: فضائل فاطمة بنت النبى- عليهما الصلاة والسلام-، من حديث المسور بن مخرمة- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٣٦٢٤) فى المناقب، باب: علامات النبوة فى الإسلام، ومسلم (٢٤٢٠) فى فضائل الصحابة، باب: فضائل فاطمة بنت النبى- عليهما الصلاة والسلام-، من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٣) أخرجه أحمد فى «المسند» (١/ ٢٩٣) من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.