وأخاها، وأن بلالا مر بها بين المقتولين، وأنه- صلى الله عليه وسلم- خيرها بين أن يعتقها فترجع إلى من بقى من أهلها، أو تسلم فيتخذها لنفسه، فقالت: أختار الله ورسوله. خرجه فى الصفوة.
وأخرج تمام فى فوائده من حديث أنس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال لها:
«هل لك فىّ» قالت: يا رسول الله لقد كنت أتمنى ذلك فى الشرك، فكيف إذ أمكننى الله فى الإسلام.
وأخرج أبو حاتم من حديث ابن عمر: رأى- صلى الله عليه وسلم- بعين صفية خضرة فقال:«ما هذه الخضرة؟» فقالت: كان رأسى فى حجر ابن الحقيق وأنا نائمة، فرأيت قمرا وقع فى حجرى فأخبرته بذلك فلطمنى وقال: تمنين ملك يثرب.
وبنى بها- صلى الله عليه وسلم- بالصهباء.
وماتت فى رمضان سنة خمسين فى زمن معاوية، وقيل غير ذلك.
فهؤلاء أزواجه اللاتى دخل بهن لا خلاف فى ذلك بين أهل السير والعلم بالأثر.
وقد ذكر أنه- صلى الله عليه وسلم- تزوج نسوة غير من ذكر، وجملتهن اثنتا عشرة امرأة:
الأولى: الواهبة نفسها له- صلى الله عليه وسلم-، واختلف من هى، فقيل أم شريك القرشية العامرية، واسمها: غزية- بضم الغين المعجمة وفتح الزاى وتشديد المثناة التحتية- بنت جابر بن عوف، من بنى عامر بن لؤى. وقيل بنت دودان ابن عوف، وطلقها النبى- صلى الله عليه وسلم- واختلف فى دخوله بها.
وقيل هى أم شريك غزية الأنصارية من بنى النجار، وفى الصفوة: هى أم شريك غزية بنت جابر الدوسية قال: والأكثرون على أنها التى وهبت نفسها للنبى- صلى الله عليه وسلم- فلم يقبلها فلم تتزوج حتى ماتت.
وذكر ابن قتيبة فى المعارف عن أبى اليقظان، أن الواهبة نفسها خولة بنت حكيم السلمى، ويجوز أن يكونا وهبتا أنفسهما من غير تضاد.