للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ابن حبان والملاء من حديث ابن عباس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «يا أبا بكر هذا العباس قد أقبل وعليه ثياب بيض وسيلبس ولده من بعده السواد» .

وعن جابر بن عبد الله سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول «ليكونن فى ولده- يعنى العباس- ملوك يكونون أمراء أمتى، يعز الله بهم الدين» «١» قال الحافظ أبو الحسن الدار قطنى: هذا حديث غريب من حديث عمرو بن دينار عن جابر، خرجه الأصفهانى.

وتوفى العباس- رضى الله عنه- فى خلافة عثمان- رضى الله عنه- قبل مقتله بسنتين بالمدينة، يوم الجمعة لاثنتى عشرة- وقيل لأربع عشرة- خلت من رجب، وقيل من رمضان سنة اثنتين وقيل ثلاث وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقيل سبع وثمانين سنة، أدرك منها فى الإسلام اثنتين وثلاثين سنة ودفن بالبقيع، ودخل قبره ابنه عبد الله.

وكان عظيما جليلا، وكان يسمى ترجمان القرآن، وهو أبو الخلفاء.

ويروى أن أمه أم الفضل لما وضعته أتت به النبى- صلى الله عليه وسلم- فأذن فى أذنه اليمنى، وأقام فى اليسرى، وقال: «اذهبى بأبى الخلفاء» «٢» رواه ابن حبان وغيره. وقد ملأ عقبه الأرض حتى قيل إنهم بلغوا فى زمن المأمون ستمائة ألف. واستبعد والله أعلم. وكان العباس أصغر أعمامه- صلى الله عليه وسلم- ولم يسلم منهم إلا هو وحمزة. وأسنهم الحارث.

وأما عماته- صلى الله عليه وسلم- بنات عبد المطلب بن هاشم، فجملتهن ست:

عاتكة، وأميمة، والبيضاء وهى أم حكيم، وبرة، وصفية، وأروى، ولم يسلم منهن إلا صفية أم الزبير بلا خلاف.


(١) موضوع: انظر «العلل المتناهية» لابن الجوزى (١/ ٢٨٨) .
(٢) أخرجه الخطيب عن ابن عباس عن أمه أم الفضل كما فى «كنز العمال» (٣٣٤٣٢ و ٣٣٥٨٧) ، وذكره الهيثمى فى «المجمع» (٥/ ١٨٧) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه أحمد بن راشد الهلالى، وقد اتهم بهذا الحديث.