للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حليمة السعدية، وعبد الله وآسية وجدامة- وتعرف بالشيماء- الثلاثة أولاد حليمة.

وقد روى أن خيلا له- صلى الله عليه وسلم- أغارت على هوازن، فأخذوها فى جملة السبى، فقالت: أنا أخت صاحبكم، فلما قدموا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالت له: يا محمد، أنا أختك، فرحب بها وبسط لها رداءه، وأجلسها عليه ودمعت عيناه، وقال- صلى الله عليه وسلم-: «إن أحببت فأقيمى عندى مكرمة محببة، وإن أحببت أن ترجعى إلى قومك وصلتك» قالت: بل أرجع إلى قومى، فأسلمت، وأعطاها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاء «١» ذكره أبو عمر وابن قتيبة.

وأما أمه من الرضاعة، فحليمة بنت أبى ذؤيب من هوازن، وهى التى أرضعته حتى أكملت رضاعه، وجاءته- صلى الله عليه وسلم- يوم حنين فقام إليها وبسط رداءه لها، فجلست عليه. وكذا ثويبة جارية أبى لهب أيضا، واختلف فى إسلامها كما اختلف فى إسلام حليمة وزوجها، فالله أعلم.

وكانت ثويبة تدخل عليه- صلى الله عليه وسلم- بعد أن تزوج خديجة، فكانت تكرمها. وأعتقها أبو لهب، وكان- صلى الله عليه وسلم- يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر. ذكره أبو عمر.

وكانت حاضنته- صلى الله عليه وسلم- أم أيمن، بركة بنت ثعلبة بن حصن بن مالك، غلبت عليها كنيتها، وكنيت باسم ابنها أيمن الحبشى، وهى أم أسامة بن زيد، تزوجها زيد بعد عبيد، فولدت له أسامة، ويقال: إنها مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم-. هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة. وكانت لعبد الله ابن عبد المطلب، فورثها النبى- صلى الله عليه وسلم-. وقيل كانت لأمه- عليه السّلام-. وكان صلى الله عليه وسلم- يقول: «أم أيمن أمى بعد أمى» «٢» .

وكانت الشيماء بنت حليمة السعدية تحضنه أيضا مع أمها حليمة السعدية.


(١) انظر قصتها فى «الإصابة» لابن حجر العسقلانى (٧/ ٧٣٢) .
(٢) ضعيف: أخرجه ابن عساكر عن سليمان بن أبى شيخ معضلا، كما فى «ضعيف الجامع» (١٢٧٦) .