للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هادى البرية إذ تعفو وتنتصر

فاعفو عفا الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر

قال: فلما سمع النبى- صلى الله عليه وسلم- هذا الشعر قال: «ما كان لى ولعبد المطلب فهو لكم» وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله «١» .

ومن بين الطبرانى وزهير لا يعرف، لكن يقوى حديثه بالمتابعة المذكورة، فهو حديث حسن، وقد وهم من زعم أنه منقطع. وقد زاد الطبرانى على ما أورده ابن إسحاق خمسة أبيات.

وذكر الواقدى: أن وفد هوازن كانوا أربعة وعشرين بيتا، فيهم أبو برقان السعدى، فقال: يا رسول الله، إن هذه لأمهاتك وخالاتك وحواضنك ومرضعاتك فامنن علينا منّ الله عليك، فقال: «قد استأنيت «٢» بكم حتى ظننت أنكم لا تقدمون، وقد قسمت السبى» «٣» .

وقدم عليه- صلى الله عليه وسلم- وفد ثقيف، بعد قدومه- صلى الله عليه وسلم- من تبوك، وكان من أمرهم أنه- صلى الله عليه وسلم- لما انصرف من الطائف قيل له: يا رسول الله ادع على ثقيف، فقال: «اللهم اهد ثقيفا وائت بهم» «٤» .

ولما انصرف عنهم، اتبع أثره عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يدخل المدينة، فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فلما أشرف على علية له، وقد دعاهم إلى الإسلام وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله.

ثم أقامت ثقيف بعد قتله أشهرا، ثم ائتمروا بينهم ورأوا أنهم لا طاقة


(١) انظر المصدر السابق.
(٢) استأنيت: انتظرت.
(٣) انظر «فتح البارى» (٨/ ٣٤) .
(٤) تقدم فى غزوة الطائف.