للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السيف يحتمل أن يريد به الطول، ويحتمل أن يريد به اللمعان كما تقدمت إليه الإشارة فيما سبق من العبارة، فرده المسئول ردّا بليغا، ولما جرى التعارف به من أن التشبيه بالشمس إنما يراد به غالبا الإشراق، وبالقمر إنما يراد به الملاحة دون غيرهما، فقوله وكان مستديرا، أشار به إلى أنه أراد به التشبيه بالصفتين معا: الحسن والاستدارة.

وقال المحاربى عن أشعث عن أبى إسحاق عن جابر بن سمرة.

أنه قال: رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو كان أحسن فى عينى من القمر «١» ، وفى رواية: بعد قوله حمراء: فجعلت أماثل بينه وبين القمر.

وروى الترمذى والبيهقى عن على أنه نعته- صلى الله عليه وسلم- فقال: لم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، كان فى وجهه تدوير «٢» . والمكلثم: المدور الوجه، أى لم يكن شديد تدوير الوجه بل فى وجهه تدوير قليل.

وفى حديث على عند أبى عبيد فى الغرائب: وكان فى وجهه تدوير قليل، قال أبو عبيد فى شرحه: يريد أنه ما كان فى غاية التدوير، بل كان فيه سهولة وهى أحلى عند العرب.

وفى حديث أبى هريرة عند الذهلى «٣» فى الزهريات «٤» فى صفته


(١) حسن غريب: أخرجه الترمذى (٢٨١١) فى الأدب، باب: ما جاء فى الرخصة فى لبس الحمرة للرجال، والدارمى فى «سننه» (٥٧) ، وقال الإمام الترمذى: هذا حديث حسن غريب.
(٢) إسناده ضعيف: أخرجه الترمذى (٣٦٣٨) فى المناقب، باب: ما جاء فى صفة النبى- صلى الله عليه وسلم-، وقال الترمذى: هذا حديث حسن غريب، ليس إسناده بمتصل، و (المطهم) : البادن الكثير اللحم.
(٣) هو: الإمام الحافظ، أبو عبد الله، محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابورى، مولى بنى ذهل، أحد أئمة الحديث الحفاظ، حدث عنه الجماعة سوى مسلم، وكان من أعلم الناس بحديث الزهرى، حيث اعتنى بحديثه، وصنفه، حتى قال له على بن المدينى: أنت وارث الزهرى، مات سنة ٢٥٠ هـ، وله تسعون عاما.
(٤) نسبة إلى الزهرى- رحمه الله-، وهو الإمام الحافظ، أبو بكر، محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهرى، ولد سنة ٥٠ هـ، وحدث عن صغار الصحابة كابن عمرو سهل