للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ولا شاة سميطا: هو الذى أزيل شعره بالماء السخن وشوى بجلده، وإنما يصنع ذلك فى الصغير السن، وهو من فعل المترفهين من وجهين: أحدهما المبادرة إلى ذبح ما لو بقى لازداد ثمنه، وثانيهما: أن المسلوخ ينتفع بجلده فى اللبس وغيره. والسمط يفسده، وقد جرى ابن بطال وابن الأثير على أن المسموط هو المشوى، لكن الثانى ذكر أن أصله نزع صوفه بالماء الحار كما تقدم، قال: وإنما يفعل ذلك فى الغالب ليشوى.

ولعله يعنى: أنه لم يرد السميط فى مأكوله، وإلا فإن لم يكن معهودا فلا تمدح.

وعن أبى حازم أنه سأل سهلا: هل رأيتم فى زمان النبى- صلى الله عليه وسلم- النقى؟ قال: لا، فقلت: كنتم تنخلون الشعير؟ قال: لا، ولكن كنا ننفخه «١» . رواه البخارى.

وفى رواية له: هل كانت لكم فى عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مناخل؟

فقال: ما رأى النبى- صلى الله عليه وسلم- منخلا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله «٢» .

قال شيخ الإسلام ابن حجر: أظنه احترز عما قبل البعثة، لكونه- صلى الله عليه وسلم- كان يسافر فى تلك المدة إلى الشام تاجرا، وكانت الشام إذ ذاك مع الروم، والخبز النقى عندهم كثير، وكذا المناخل وغيرها من آلات الترفه، ولا ريب أنه رأى ذلك عندهم، وأما بعد البعثة فلم يكن إلا بمكة والطائف والمدينة، ووصل إلى تبوك وهى من أطراف الشام لكن لم يفتحها ولا طالت إقامته بها. انتهى.

وقد تتبعت هل كانت أقراص خبزه صغارا أم كبارا؟ فلم أجد فى ذلك


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٥٤١٠) فى الأطعمة، باب: النفخ فى الشعير.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٥٤١٣) فى الأطعمة، باب: ما كان النبى- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يأكلون.